ضمن مؤامراتها لنشر الفوضى والتخريب والدفع بتقسيم البلاد وتفكيكها، نشرت دولة الإمارات بالتزامن مع إعلان سحب قواتها من اليمن ميلشيات عملت على تشكلها تحت مسميات مختلفة منها قوات من بقايا الحرس الجمهوري الموالين لنظام الراحل “صالح” وهم مجاميع فروا بعد مقتله برفقة قائد حراسته طارق واستقبلتهم الامارات وعملت على تسليحهم خارج نطاق الحكومة الشرعية واطلقت عليهم “حراس الجمهورية”!.
وتتحدث مصادر محلية من سكان المناطق التي قلصت فيها الإمارات وجودها العسكري- قولها إن هذا الانسحاب لا يمثل خطوة نحو السلام وإنما هو إستراتيجية حرب جديدة، مشيرا إلى أن التطور الوحيد الذي حدث هو أن اليمنيين أصبحوا يقاتلون بعضهم بعضا نيابة عن الآخرين.
واعتبرت المصادر أن الإمارات ما زالت تبسط سيطرتها على الساحل الغربي الممتد بين محافظتي الحديدة وتعز فقد دربت في البداية قوات “العمالقة” اليمنية بالمنطقة -وهي قوات ينحد معظم منتسبيها من المحافظات الجنوبية- إلا أنها ادركت تعاظم هذه القوة فسعت فيما بعد الى تفكيكها واحتجاز قياداتها ليسهل لها السيطرة عليها.
وكانت الامارات تخطط من البداية لوضع يدها على الساحل الغربي عبر قوات تتحكم بها فعمدت الى السيطرة على ما تبقى من قوات العمالقة الى جانب المقاتلين الموالين لطارق صالح ابن أخ الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله، وقامت بدمج القوتان فيما بعد لتشكلا ما بات يسمى “حراس الجمهورية” الموالي لأبو ظبي.
وصرح مصدر في قوات العمالقة بأن قيادة القوات الإماراتية في اليمن قررت تقليص عدد المقاتلين الإماراتيين على الساحل الغربي، وأخلت معسكرًا في مديرية الخوخة، واعتبر أن ذلك لا يعني انسحابها من المعركة.
وأضاف المصدر -الذي لم يكشف عن اسمه- أن “القوات الإماراتية دربت القوات اليمنية ونحن نقاتل على الأرض تحت إشراف الضباط الإماراتيين على الساحل الغربي وفي عدن”.
وكانت الإمارات -التي تخوض حربا في اليمن منذ 2015 ضمن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين ودعم الرئيس عبد ربه منصور هادي- قد أعلنت في الثامن من يوليو/تموز الجاري عزمها تقليص وجودها العسكري وتعهدت بخفض عدد قواتها في البلد الذي تعصف به الحرب منذ سنوات.
ورغم مغادرة جنودها الساحل الغربي، فإن وجود الإمارات مازال ملحوظا ومازالت تبسط سيطرتها على المنطقة وفقا للسكان المحليين.
وقالت مصادر محلية في مدينة المخا بمحافظة تعز “لا يمكننا رؤية المقاتلين الإماراتيين في الشوارع، لكن يمكننا أن نرى أعلامهم على المؤسسات العامة ونواجه القوات اليمنية على الأرض يوميا وهم أسوأ من الإماراتيين”.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن القوات الإماراتية لم تنسحب إلا بعد أن وضعت يدها على المنطقة من خلال القوات اليمنية الموالية، مشيرة إلى إن أبو ظبي تنهب ثروات شعب اليمن وتترك الأطفال يتضورون جوعا، ورغم ذلك لا تزال تبسط سيطرتها على الساحل الغربي ومعظم المحافظات الجنوبية ولا يمكن لأحد معارضة ذلك.
واعتبر مصدر من سكان محافظة الحديدة، أن الانسحاب لا يمثل خطوة نحو السلام وإنما هو إستراتيجية حرب جديدة، وأن التطور الوحيد الذي حدث أن اليمنيين أصبحوا يقاتلون بعضهم بعضا نيابة عن الآخر، وأن خطوة الإمارات جاءت للحفاظ على أرواح جنودها.
ووفقاً للمصادر المحلية فإن سكان المنطقة لا يكنون الكثير من الحب للإمارات، وتعمق ذلك الشعور بعد إصدار القوات الإماراتية قرارا بمنع الصيادين من الإبحار أو صيد الأسماك قبالة الساحل في وقت سابق من هذا العام.