فضيحة فرنسا في ليبيا.. مساندة حكومة الوفاق في العلن ودعم المتمردين بالسلاح سراً

محرر 214 يوليو 2019
فضيحة فرنسا في ليبيا.. مساندة حكومة الوفاق في العلن ودعم المتمردين بالسلاح سراً

بعد قرابة الثلاثة أعوام، أقرت فرنسا للمرة الثانية بتدخلها عسكرياً في ليبيا، معترفة أن الصواريخ التي عثرت عليها قوات موالية لحكومة الوفاق مع قوات حفتر في قاعدة غريان، تعود إلى الجيش الفرنسي الذي اشتراها من الولايات المتّحدة.

الصواريخ التي عثر عليها مع قوات متمردي اللواء المتقاعد خليفة حفتر في غريان من نوع “جافلن” وصنع ‏الشركتين الأمريكيتين “رايثيون” “ولوكهيد مارتن” باعت واشنطن في ‏‏2010 منها لباريس 260 صاروخا بالمعدات التابعة له مقابل ‏عقد بقيمة 69 مليون دولار.‏

كانت المرة الأولى لفرنسا التي تعترف فيها بوجود قوات تابعة لها في ليبيا، في يوليو/تموز 2016، حين أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية وقبلها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، مقتل 3 عسكريين فرنسيين هناك.

وجاء أول اعتراف إثر إسقاط “سرايا الدفاع عن بنغازي”- وهي قوة تشكلت بهدف إعادة النازحين الذين هجرتهم عملية الكرامة من بنغازي- مروحية كانوا على متنها العسكريين الفرنسيين الثلاثة، في منطقة المقرون (65 كيلومترا غرب مدينة بنغازي).

حينها قالت القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود منذ 4 أبريل/نيسان الماضي هجوما ضد قوات الوفاق للسيطرة على العاصمة طرابلس، إن هؤلاء “مستشارون عسكريون” لها.

الاعتراف الفرنسي الثاني في يوليو/تموز 2019 الجاري، أسقط ورقة التوت عن نفاق فرنسا، التي ثبت دعمها للثورة المضادة في ليبيا، حينما أقرت وزارة الدفاع الفرنسية بأن الصواريخ التي عُثر عليها في قاعدة قوات حفتر مصدرُها باريس، قائلة إن صواريخ “جافلين التي تم العثور عليها في غريان غرب ليبيا هي فعلا ملك للجيش الفرنسي وتم شراؤها من الولايات المتحدة”.

فرنسا راوغت في إقرارها قائلة إن “الأسلحة تابعة لها لكنها غير صالحة للاستخدام”، دون أن توضح كيف انتهت إلى أيدي قوات حفتر والعثور عليها داخل قاعدة كانت في يد ميليشياته قرب طرابلس.

حكومة الوفاق طالبت الحكومة الفرنسية بتقديم ‏توضيحات “عاجلة”، مطالبة على لسان وزير خارجيتها محمد الطاهر سيالة نظيره ‏الفرنسي جان-إيف لودريان “بتوضيح الآلية التي وَصلت بها الأسلحة الفرنسية التي عثِر عليها ‏في غريان، إلى قوات حفتر، ومتى تم شَحنها وكيف سُلمت”.‏

اعترافات فرنسا فضحت أيضا ازدواجيتها في التعامل مع الأزمة الليبية، التي تدعم حكومة الوفاق في العلن عبر التصريحات الدبلوماسية وإعلان دعم عملية السلام بوساطة الأمم المتحدة التي يقودها غسان سلامة، في الوقت ذاته تقدم فيه الدعم العسكري لحفتر ومليشياته.

الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون كان أول زعيم غربي يدعو حفتر إلى أوروبا في سياق ما زعم أنها محادثات سلام، إلا أن المراقبين أكدوا انحياز فرنسا إلى جانب حفتر، معتبرين استقباله بمثابة دعم ضمني له، خاصة أن فرنسا شنت ضربات جوية لدعم قواته في فبراير/شباط الماضي، واستهدفت قوات المعارضة التشادية التي تقاتل ضد هذه القوات جنوبي ليبيا.

كما أكدت مصادر عسكرية وسياسية ليبية، بعد أسبوع من حملة حفتر على طرابلس، أن طائرات فرنسية بدأت التحليق في سماء العاصمة، لتقديم الدعم لقوات حفتر، التي تخوض حالياً حرباً ضد قوات حكومة الوفاق، بهدف السيطرة على العاصمة.

وأفادت بوصول خبراء فرنسيين عسكريين، سيقدمون لقوات اللواء المتقاعد الدعم على الأرض.

ورغم الدعم الفرنسي المقدم لقوات حفتر إلا أن الحرب التي يقودها على طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، كان مآلها الفشل، حيث أكدت صحيفة  “لوفيغارو” الفرنسية، أنه بعد 3 أشهر من شن الهجوم على طرابلس، خسر أمير الحرب (حفتر) مدينة غريان إحدى المدن الليبية التي تقع في الجزء الشمالي الغربي ووجد نفسه محاصرًا.

وأضافت في تقرير لها نشرته في يوليو/تموز الجاري، “لقد فَقَد المشير حفتر جزءا من الأراضي التي يسيطر عليها وربما القليل من هدوء أعصابه أيضا، واستهدفت غارات جوية مركز احتجاز في ضواحي طرابلس، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى”.

وواجهت فرنسا انتقادات حادة من الليبيّين المؤيّدين لحكومة الوفاق، إذ يتّهمون باريس بأنّها تدعم الهجوم العسكري الذين يشنّه حفتر للسّيطرة على العاصمة الليبيّة.

وكشف مصدر حكومي رسمي أن “السراج” أبلغ السفيرة الفرنسية لدى بلاده بياتريس دو إيلين احتجاجا شديد اللهجة على موقف باريس الداعم لحفتر، حسب الجزيرة.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق