قالت آلكساندرا لوكاش، الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن “كتابا جديدا صدر للتو في إسرائيل يتحدث عن الجهود الإسرائيلية لوقف المشروع النووي الإيراني، وضرب المنشآت النووية الإيرانية”.
وأضافت في تقريرها أن “الكتاب يحمل عنوان “العاصفة القادمة باتجاه إيران”، لمؤلفه إيلان كافير، كاتب السير الذاتية المعروف في إسرائيل، وجاء فيه أن جهاز الموساد ووحدة التجسس الإسرائيلية 8200 أعاقا عمل المشروع النووي الإيراني لمدة عامين على الأقل، حيث يركز الكتاب على اللحظات المصيرية والنقاشات الحاسمة بين عامي 2009-2012 حول إمكانية الهجوم على إيران”.
وأوضحت أن “الكتاب يشرح مراحل الارتباك الذي أحاط بدوائر صنع القرار الإسرائيلي السياسي والأمني حول هذا التوجه؛ لأن الوضع الإيراني سيكون عكس ما كان عليه الوضع إبان تفجير المفاعل النووي في سوريا؛ لأننا في حال حاولنا تكرار الأمر مع المنشآت النووية الإيرانية، فإن حدثا عالميا سيقع، وقد تندلع حرب يأجوج ومأجوج”.
وأشارت إلى أن “المشروع النووي الإيراني تأخر عامين على الأقل بفعل الجهود الأمنية والاستخبارية التي قام بها عناصر جهاز الموساد والوحدة التجسسية الأخطر 8200، دون أن تعرف إيران ما الذي حصل بالضبط، حيث يتضمن الكتاب العديد من التفاصيل التي تكشف لأول مرة عن المحاولات الأمنية والعسكرية الحساسة التي شهدتها حقبة 2009-2012 تحضيرا لعملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية”.
وأكدت أن “ما زاد في إعاقة الخطط الإسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإيرانية كانت العلاقات المتأزمة التي ربطت تل أبيب مع الإدارة الأمريكية السابقة زمن الرئيس باراك أوباما، مع العلم أن بعض النقاشات السرية لمهاجمة إيران كانت في تشرين الأول/ أكتوبر 2012، إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكانت خطة جدية جدا”.
وأضافت أن “الخطة العسكرية الإسرائيلية التي أعدت لمهاجمة إيران، ولم تخرج إلى حيز التنفيذ، أطلق عليها اسم “قاعة الملك سليمان”، بمبادرة من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة وإيهود باراك وزير الحرب، لكن الخطة تم إحباطها وعرقلتها من قبل رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لا سيما رئيسي هيئة الأركان الجنرالين غابي اشكنازي وبيني غانتس، ورئيسي جهاز الموساد مائير دغان وتامير باردو”.
وأوضحت أن “الكتاب يكشف أنه بالتزامن مع النقاشات الساخنة والخطيرة لمهاجمة إيران، فقد حصلت عمليات أمنية سرية للموساد والوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية، رغم أن إسرائيل لم تعترف إطلاقا بأي عملية أمنية سرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، باستثناء وضع يدها على أرشيفها النووي في 2018”.
وقال الكتاب إن “من المهام التي نفذها الموساد سلسلة اغتيالات لعلماء الذرة والبرنامج النووي الإيراني وكبار رموز الصناعات النووية الإيرانية، وقد اقتربت إسرائيل عدة مرات من مهاجمة المشروع النووي الإيراني، لكن كان يتم إحباطها في اللحظات الأخيرة، حيث إن الفترة الزمنية بين إعطاء التعليمات لطياري سلاح الجو وقرار التوقف كانت متقاربة جدا”.
ويختم الكتاب بالحديث عن “السؤال الذي أشغل الكثيرين في إسرائيل: ماذا سيحصل في اليوم التالي لمهاجمة إيران؟ وكيف سيكون رد فعلها؟ وهل ستتصرف كسوريا بعد تفجير مفاعلها النووي في 2007 حين كان إيهود أولمرت رئيسا للحكومة الإسرائيلية؟ الجواب لا؛ لأن ما سيحصل مع إيران مختلف كليا، فهو أشبه بحرب يأجوج ومأجوج، وبعض الخبراء الذين التقاهم المؤلف أبلغوه بأننا سنشتاق كثيرا لحرب الغفران 1973”.