تعد دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تخطط لتقويض الاستقرار والأمن في مختلف دول المنطقة. إن التأثير الاقتصادي المتنامي وكذا الوجود العسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الإفريقي وحربها في اليمن ، أدى بلا شك الى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بدلاً من إحلال السلام.
وعلى النقيض من نواياها الخبيثة ، تحاول الإمارات تقديم نفسها كلاعب إقليمي يهتم بتحقيق الاستقرار وكوسيط سلام في المنطقة.
لا تهتم الإمارات بالتزاماتها الدولية والأخلاقية لأن قطاعها المالي أصبح ملاذاً لغسل الأموال والمعاملات المالية غير القانونية ، ومحاولتها الحالية للتدخل في ليبيا والسودان هي مثال صارخ على التدخل في سيادة الدول الأخرى وتقويضها.
وأعلنت السلطات التركية يوم الجمعة أنها ألقت القبض على رجال يشتبه في قيامهم بالتجسس لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة ، وأنها تحقق فيما إذا كان هذان الرجلان لهما علاقة بالقتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي ، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وتتبنى الإمارات سياسة تدميرية: أي بلد لا يحكمه المستبدون والعسكريون يعد تهديدًا محتملاً لنظامها وقد يلهم شعبها التطلع الى وتغيير الوضع السياسي الراهن لأبوظبي.
لذلك قدمت الإمارات العربية المتحدة الدعم العسكري الكبير لخليفة حفتر لشن هجوم على العاصمة الليبية طرابلس حيث تتمركز حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ، في انتهاك واضح ومباشر للقانون الدولي. وقد لوحظ تدخل الإمارات في جميع بلدان المنطقة التي ناضل شعبها من أجل التغيير الديمقراطي والإصلاحات الإيجابية منذ ثورات الربيع العربي عام 2011.
وبسبب هذا البرنامج المضاد للثورات المعتمد من الإمارات وجهودها لتقويض المطالب الشعبية بالإصلاحات والتغييرات الديمقراطية السلمية ؛ واجهت تلك الثورات السلمية انتكاسات حتى تحول البعض إلى عنف واسع النطاق كما في سوريا واليمن وليبيا ولا أحد يعرف الى أين تمضي المنطقة.