ما زالت أبوظبي والنظام الإماراتي يلعب دوراً في دعم الثورات المضادة في الوطن العربي، بدءاً بمصر، ,اليمن وليبيا، وصولاً إلى محاولاتها الحالية في السودان والجزائر لإفساد ثورتي شعبيهما.
ومع تجدد موجة الربيع العربي في كل من السودان والجزائر، ظلت الإمارات الحاضر الأولى في تنديد الثوار في البلدين بتدخلاتها التخريبية ودعمها للثورة المضادة لمطالب الشعوب بالحرية والتغيير.
وحضرت لافتات وشعارات رافضة للنفوذ الإماراتي في الجزائر، إلى جانب لافتات أخرى ترفض التدخلات الفرنسية -وهي الدولة الاستعمارية السابقة للجزائر- على وقع تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيل الحرس القديم وليس فقط “عبدالعزيز بوتفليقة” الذي قدم استقالته من رئاسة البلاد بعد عشرين عاماً من الحكم.
ونشر جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات من النفوذ والوجود الإماراتي في بلادهم، على الوسم “#اقطعواالعلاقاتمع_الإمارات”.
والتدخلات الإماراتية في الوطن العربي وفي بلدان الثورات التي حدثت عام 2011م ما تزال قائمة، فقد دعمت الثورات المضادة في معظم الدول، ففي اليمن تُتهم بكونها دولة احتلال، وتؤسس مليشيات مسلحة، وترتكب افضع الجرائم في حق يمنيين مختطفين لديها في سجون سرية أنشأتها لها الغرض، وفي مصر تتهم بانها الحليف الرئيس للانقلاب العسكري، وفي ليبيا تدعم -في ذروة احتجاجات الجزائر المجاورة- زعيم الانقلاب المتوقع خليفة حفتر لاجتياح طرابلس. وحاولت مراراً في تونس، حيث نجحت جزئياً في شيطنة القوى الوطنية لصالح أذرعها.
ونشر موقع “لوب لوغ” الأمريكي مقالا كتبه مدير مركز “غالف ستيتس أنالتيكس” في واشنطن، جيورجيو كافيرو، يقول فيه إن الاضطرابات الجزائرية تثير قلق الإماراتيين.
وفيما كان ذلك يحدث تحركت قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من الإمارات، نحو العاصمة الليبية طرابلس، بآلاف الدبابات والمدرعات معظمها قدمتها أبوظبي لقواته خلال السنوات القليل الماضية.
ويُصر مسؤولون في الإمارات على تأكيد دعم حفتر وسط غضب وتنديد دولي، من بينهم مسؤول بارز الذي تجاوز ذلك إلى القول إن “القوات المسلحة الإماراتية” تشارك في الهجوم.
وقدمت الإمارات مئات المدرعات والسيارات والأموال لقوات “خليفة حفتر” منذ سنوات، وساعدته على الصمود أمام القوات الحكومية المعترف بها دولياً، و”الثوار” الرافضين لتوسع قواته.