أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، استمرار تعرض العشرات من المختطفين اليمنيين للتعذيب الممنهج والمعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل سجانيهم في مراكز الاعتقال التابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، كاشفًا عن تلقّيه شهادات تشير إلى أن عمليات التعذيب باتت ممنهجة في سجون الحوثي، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى حد التعذيب حتى الموت.
وأوضح المرصد الحقوقي الدولي، ومقرّه جنيف، في بيان الثلاثاء أنّه يتابع سير إجراءات محاكمة 36 يمنيًا بينهم معارضون وصحافيّون وناشطون حقوقيون متهمون بقضايا يبدو أنها ملفقة، مؤكدا أن تلك المحاكمات تتم في ظل غياب أيّة ضمانات لحصولهم على محاكمات عادلة.
كما لفت إلى أن تلك المحاكمات أتت بعد مجموعة من الانتهاكات الجسمية بحق المختطفين، قبل وأثناء عرضهم على المحكمة، لتشمل تعريضهم للإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي، والنقل سرًا من مرفق إلى آخر لعدة أشهر دون إبلاغ عائلاتهم بأماكن احتجازهم، أو حتى السماح لهم بالاتصال بمحامٍ.
وأعرب المرصد عن قلقه على مصير المختطفين عقب تغيّب بعضهم عن آخر جلسات المحاكمة التي عقدت يوم 2 أبريل 2019، مشيرا إلى الدكتور يوسف البواب الذي لم يحضر جلسة المحاكمة “الأمر الذي يعزز المخاوف حول مصيره”.
تعذيب ومعاملة لا إنسانية
إلى ذلك، أكدّ أنّ جميع المختطفين الـ 36 يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، لافتا إلى أنه تلقى إفادات تؤكد أن عناصر الميليشيا، يتناوبون على ضربهم بالعصي والهراوات والسلاسل الحديدية، بالإضافة إلى تجريدهم من جميع ملابسهم الشخصية والداخلية باستثناء زيّ السجن، في محاولة للتضييق عليهم وإهانتهم.
وأوضح المرصد أنّ معظم المختطفين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء، “ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر، إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية”.
كما أفاد بأن ميليشيا الحوثي الانقلابية، استخدمت منذ بداية الحرب المحكمة الجزائية التي تخضع لسيطرتها في العاصمة صنعاء، لإصدار العشرات من أحكام الإعدام بحق معارضين سياسيين لها.
وحمّل المرصد الأورومتوسطي ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياة المختطفين لديها، مطالبًا بالوقف الفوري لعمليات التعذيب الممنهجة بحق المختطفين، وإحالة مرتكبي الانتهاكات إلى المحاكم المختصة، داعياً إياها إلى الابتعاد عن تسييس القضاء واستخدامه لتصفية الحسابات مع المعارضين والخصوم السياسيين.
ودعا المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة، والدول الفاعلة في الملف اليمني إلى التدخل الفوري والضغط لوضع حد لمعاناة آلاف المختطفين في سجون الميليشيا، والعمل على ضمان سلامتهم ووقف الانتهاكات بحقهم.
ضرب بحضور القضاة
ونقل عن مصادره “أن أحد المختطفين تعرض للضرب من قبل أحد عناصر الأمن بحضور القضاة، بسبب طلبه استعارة قلم للكتابة من أحد المحامين، وكان ردّ هيئة المحكمة على الواقعة تحرير محضر للمحامي عوضًا عن محاسبة عنصر الأمن الذي اعتدى على المختطف”.
وبحسب المرصد، قال ذوو المختطفين “إنّ المحكمة لم تتفاعل مع مطالب هيئة الدفاع، خاصة فيما يتعلق بطلب الكشف عن مصير الدكتور يوسف البواب، واختفائه من السجن، وعدم السماح لذويه بزيارته، كذلك الأمر فيما يتعلق بمطالبة القضاء بالوقوف على المعاملة اللاإنسانية والمهينة التي يتعرض لها المختطفون”، وفقاً لما نقله عن المرصد.
ودعت سارة بريتشت المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي للتحرك والضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية، لإجبارها على إيقاف الانتهاكات المستمرة لحقوق المختطفين لديها، وإيقاف التعذيب الممنهج بحقهم، وضمان محاكمات عادلة لهم، بما يضمن الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
كما طالبت ميليشيا الحوثي بالكشف الفوري عن مصير الدكتور يوسف البواب، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة جميع المختطفين في سجونها.
ولفتت إلى أن ميليشيا الحوثي لجأت إلى تطويع السلطة القضائية، وإصدار أحكام خارج نطاق القانون تحمل بعدًا سياسيًا للتخلص من المعارضين، “إذ يبدو جليًا أنّ معظم الأحكام التي تصدر عن القضاء تكون بدوافع سياسية”.