زرعت مليشيا الحوثي، عشرات الآلاف من الألغام في مختلف أنحاء البلاد، في محاولتها وقف تقدم القوات الحكومية، وحولت اليمن إلى حقل ألغام وأكبر دولة ملغومة على مستوى العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وخلفت ألغام الحوثيين عشرات القتلى ومئات المعاقين و تداعيات كارثية على الإقتصاد والزراعة والرعي وآثارها البيئية، فضلا عن الكلفة المادية الضخمة لإزالتها.
ويقدر عدد الألغام التي زرعها الحوثيون خلال أربعة أعوام، بنحو مليون لغم، وفقاً لمركز سام المتخصص بازالة الألغام، وقال المركز في تقرير نشر مطلع مارس الماضي :”بدعم مادي وتقني من إيران ، انتهك الحوثيون مرارًا وتكرارًا قواعد الأمم المتحدة منذ عام 2015 ، حيث قاموا بتوزيع ما يصل إلى مليون لغم بري وبحري في جميع أنحاء البلاد”.
وبحسب التقرير، تسببت ألغام الحوثيين في مقتل أكثر من 1539 شخصًا وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف.
وأفاد مشروع بيانات النزاع والحدث المسلح (ACLED)” ، أنه سجل ما لا يقل عن 267 قتيلاً مدنياً في 140 حادث تم الإبلاغ عنها تُنسب إلى الألغام التي زرعها الحوثيون والعبوات البدائية الصنع منذ عام 2016، لكن مشروع مسام السعودي، قال: إن ما لا يقل عن 920 مدنياً قد قُتلوا، إلى جانب آلاف الجرحى والمعاقين ، منذ عام 2014.
ويقدر مشروع بيانات النزاع والحدث المسلح، أن اليمن مهدد بنحو 30 مليون عبوة متفجرة من مخلفات الحوثيين فضلاً عن كارثة الألغام الأرضية؛ بالإضافة إلى مفاقمتها حالة انعدام الأمن، فإن الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يضعف أيضاً النشاط الإقتصادي.
وكثيراً ما تصيب الألغام الأرضية التي يتم نشرها في أراضي الرعي المزارعين والحيوانات، والتي تشكل مصدر الرزق الرئيسي للعديد من الأسر في المناطق الريفية، بحسب تقرير مشروع مسام ديسمبر 2018.
وفقا لتقرير مسام فقد “زرع الحوثيون ألغاماً بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين، وقتلت الألغام البحرية ثلاثة عشر صياداً على الأقل قبالة ساحل الحديدة منذ يوليو الماضي”.
ولفت تقرير حقوقي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) الذي تم عرضه، خلال ندوة نظمها بمدينة جنيف، إلى أن اليمن أصبح أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الألغام التي زرعتها جماعة الحوثيين.
وأكد التقرير زرع أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد ومضادة للعربات ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية منذ عام 2014 وحتى عام 2018.
ولا تقتصر آثار الألغام على قتل الأرواح وإصابة مئات بالإعاقة،.اذ تضرب مناحي الحياة المختلفة، وتؤثر من الناحية الإقتصادية على النشاط الإقتصادي والرعي والثروة الحيوانية والاصطياد السمكي وتعمل على تعطيل مصادر الرزق لمئات المواطنين.
ويؤكد خبراء الاقتصاد، أن حقول الألغام تنعكس بصورة مباشرة عـلى الإقتصـاد الــوطني وتسبب ارتـفاع في معدلات الفـقــــر.
ولفت الخبراء إلى أن الألغام تخلف الآلاف من المعاقين والمصابين بعاهات مستديمة يصعب معها ممارستهم لأي نشاط اقتصادي مستقبلاً، ويتحولون إلى عالة على أسرهم؛ إضافة إلى أن تكلفة الألغام تكلفة بشرية واقتصادية عالية، كما أن تنفيذ برامج نزع الألغام والتخلص منها بحاجة الى فترة زمنية طويلة، وتكاليف عالية.