وفق مؤشر “ميرسر”.. صنعاء ثالث اسوأ مدينة للعيش في العالم

محرر 218 مارس 2019
وفق مؤشر “ميرسر”.. صنعاء ثالث اسوأ مدينة للعيش في العالم

تصدرت العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي منذ 21 سبتمبر 2014، قائمة المدن الأسوأ للعيش في العالم، وفق مؤشر “ميرسر” بتحديد المدن حسب قابلية وسهولة العيش فيها خلال 2019م.

وتطابق تصنيف ميرسر لهذا العام مع العام الماضي، حيث ظلت أسوأ عشر مدن في القائمة التي تضم 231 مدينة دون تغيير، إذ حلت بغداد في المركز الأخير من حيث صلاحيتها للعيش، تلتها بانجي في جمهورية أفريقيا الوسطى فالعاصمة اليمنية صنعاء.

واعتمد مؤشر ميرسر في التصنيف على معطيات دقيقة، وقائمة منفصلة عن السلامة الشخصية، والتي تركز على استقرار المدن ومستويات الجريمة وتطبيق القانون والقيود على الحرية الشخصية والعلاقات مع البلدان الأخرى وحرية الصحافة.

وبفعل انقلاب مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران نهاية 2014م، تدهورت الحياة في العاصمة صنعاء على كافة المستويات بعد تعطيلها للخدمات الأساسية، ونهب موارد الدولة ومرتبات ملايين الموظفين.

وهذه أبرز 10 أسباب من واقع وظروف العاصمة صنعاء، أدت إلى تصدرها قائمة المدن الأسوأ للعيش في العالم بحسب العاصمة اون لاين .

1-فوضى وانتهاكات

حققت العاصمة صنعاء خلال السنوات الأربع الأخيرة، أعلى نسبة في الانفلات الأمني وتزايدت معدلات الجريمة والقتل والاختطافات خارج القانون، علاوة على انتشار العصابات المسلحة التي تمارس أعمال عنف ونهب واسعة و تتألف غالباً من مليشيات الحوثي أو تتلقى دعماً منها.

وانتهجت مليشيات الحوثي خلال الأشهر القليلة الماضية، سلوك ينتهك قيم وأخلاقيات اليمنيين، باختطاف الفتيات والأطفال في صنعاء وابتزاز ذويهم مبالغ مالية أو تلفيق بحقهم تهماً بجرائم لم يرتكبوها، وفقاً لما أوردته منظمة مكافحة الاتجار بالبشر.

وحازت العاصمة صنعاء أعلى نسبة في الانتهاكات التي تعرض لها غالبية السكان، حسب احصاءات منظمات حقوقية، سواء كانت اختطافات او تعذيب أو جبايات، او استهداف مؤسسات حكومية ومرافق خاصة.

2-بلا كهرباء وخدمات

يعيش سكان العاصمة صنعاء بلا كهرباء منذ أربع سنوات، بالرغم أن مادة المازوت المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية في اليمن تصل بشكل مستمر إلى ميناء الحديدة، حيث تسطو الجماعة على المازوت لاستخدامه في عملياتها الحربية أو بيعه في السوق ويعتبر واحدا من أهم مصادرها المالية.

كما أن المليشيات نهبت المولدات الكهربائية الخاصة بالمؤسسات الحكومية ليقوم أتباعها بتشغيلها في الأحياء لتوزع التيار الكهربائي للمواطنين بأسعار باهظة.

هذا الوضع أجبر أغلب السكان على شراء الألواح التي تولد الكهرباء بالطاقة الشمسية، لكن كثيرا من السكان حرموا من مصادر عيشهم بسبب عدم توفر التيار الكهربائي مثل أعمال الخياطة والنجارة والمكنيك وكثير من الأعمال الحرفية التي تتطلب أجهزة تعمل بالتيار الكهربائي.

كما انقطع مشروع المياه الحكومي عن المنازل منذ الانقلاب، ما دفع الأهالي الى شراء الوايتات بأسعار مضاعفة، بالإضافة الى غياب شبه تام للنظافة والتحسين.

3-أسواق سوداء وندرة مشتقات

تشهد العاصمة صنعاء أزمات خانقة ومتواصلة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، حيث قامت مليشيات الحوثي بتعطيل دور شركة النفط الرسمية في استيراد وتوزيع المشتقات، وأنشأت نحو 25 شركة تابعة لقيادات بارزة في الجماعة لاحتكار توريد وتوزيع المشتقات النفطية، على أكثر من 1000 سوق سوداء تابعة للحوثيين، وبأسعار باهظة حيث يتجاوز سعر البنزين.

ووفق عمليات البيع الأخيرة، فإن عبوة 20 لتراً يبلغ 10000 ريال، وبسعر مقارب لنفس العبوة من الديزل، بينما تجاوز سعر اسطوانة الغاز 8000 ريال، وتشكل هذه العملية مصدر إثراء ضخم للمليشيات ومعاناة مضاعفة على ملايين السكان.

4-تدمير القطاع الخاص

كما أدت الظروف الأمنية الصعبة وحملة المضايقات الحوثية المستمرة، إلى تهجير أغلب رؤوس الأموال والشركات، بينما انتهت شركات ومراكز تجارية بارزة إلى حافة الإفلاس، الأمر الذي فاقم أزمة المعيشية بفعل فقدان آلاف العاملين لوظائفهم مع استمرار توقف المرتبات الحكومية.

5-تجريدها من الإعلام

الأوضاع المأساوية التي يعيشها ملايين السكان بصنعاء، تترافق مع حملات قمع وحشية وتكميم للأفواه تمارسها مليشيات الحوثي بحق المواطنين بعيداً عن الأعلام، بعد مصادرة واحتلال مئات الوسائل الإعلامية من قنوات وإذاعات وصحف وتجريف صنعاء من الصحافة عقب الانقلاب، وقتل واختطاف عشرات الصحفيين، لتصبح صنعاء بصوت ولون واحد يخص الحوثيين ولا يرى غيرهم، وكل ذلك وغيره حول العاصمة صنعاء الى مدينة أشباح لا تصلح للحياة.

6-قطع رواتب الموظفين

وتواصل ميليشيا الحوثي حرمان مئات الآلاف من الموظفين في العاصمة من مرتباتهم منذ عامين ونصف، وتضيق عليهم سبل العيش، لكنها في المقابل فتحت باب التجنيد والالتحاق بالجبهات كخيار وحيد لكل من فقد مصدر دخله.

ويعد الراتب أو البدلات مصدراً رئيسياً لدعم ملايين الأفراد في الأسر اليمنية بالغذاء الأساسي.

وتتضرر مئات الآلاف من الأسر بشكل مباشر جراء عدم تسليم المرتبات وتسوء أوضاعهم المعيشية, كما أن عدم تسليم مرتبات الموظفين العاملين في القطاع الصحي والبيئي تحديدا، يتسبب بحدوث أضرار غير مباشرة لملايين اليمنيين، حيث تظهر مشاكل بيئية وصحية كبيرة بسبب عدم تقديم الخدمات الصحية وتوقف عملية جمع النفايات ما يؤدي لانتشار الأوبئة مثل الكوليرا والدفيتريا وغيرها.

7-تدمير الاقتصاد

نفذ الحوثيون أكبر عملية نهب واسعة لأموال ومخصصات الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، وقاموا بعد ذلك بتبديد الإحتياطي النقدي الذي كان قبل انقلابهم أكثر من 4 مليار دولار كما نهبو مليار دولار الخاصة بمؤسسة التأمينات.

وتستحوذ الميلشيا على موارد هائلة تتجاوز 6 مليارات ونصف دولار سنوياً بحسب تقرير الفريق الخبراء الخاص باليمن والتابع للأمم المتحدة، كونها تسيطر على المؤسسات الإيرادية، فضلا عن المبالغ الكبيرة التي تحصل عليها من بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء.

8-بلا سياسة ولا أحزاب

منذ الأيام الأولى للانقلاب، قامت مليشيا الحوثي باستهداف حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب اليمن، الذي يملك جمهوراً عريضاَ وعشرات المقرات الممتدة في معظم أحياء العاصمة صنعاء، ولديه عشرات المؤسسات التعليمية والخيرية والطبية.

كانت أملاك حزب الاصلاح وقياداته ونشطائه ومقراته هدفاً للحوثيين، حيث شرعت الميلشيا بالسطو على ممتلكاته ونهبها ومصادرة أملاك قياداته، بالإضافة الى شن عمليات ملاحقة واسعة لأعضائه وأنصاره، فزجت بالآلاف منهم في سجونها، وفر عشرات الآلاف الى المحافظات الأخرى وبعض البلدان العربية.

حزب صالح هو الآخر، عقب انتهاء الشراكة بينه وبين الحوثيين أواخر 2017، اندلعت مواجهات مسلحة بين الطرفين، بعد أن شكلا حلفاً عسكرياً طيلة ثلاثة أعوام، قامت ميليشيا الحوثي بالسطو على مقرات حزب المؤتمر وممتلكات قياداته المناهضة لها، وحظرت جميع الأنشطة السياسية لبقية الأحزاب اليمنية.

9-إغلاق المؤسسات الخيرية

أغلقت المليشيا كل المنظمات والجمعيات المحلية التي كانت تنشط في المجال الخيري والإغاثي لتبقي على المنظمات التي يديرها أشخاص يتبعونها، بالإضافة إلى إنشاء منظمات محلية حوثية جديدة.

وتسبب إغلاق المؤسسات الخيرية بمعاناة ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على ما تقدمه تلك المؤسسات من مساعدات، باعتبارها مصدرهم الأساس للإعاشة والتعلم.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فان إغلاق ومصادرة مؤسسة اليتيم في صنعاء، أدى إلى أزمة يواجهها قرابة 35 ألف يتيم في اليمن، عدا عن عشرات الآلاف الآخرين الذين يستفيدون من مشاريعها التعليمية بحسب مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام.

10-التعليم في خطر

حوّل الحوثيون المدارس إلى مراكز للتعبئة الطائفية من خلال إقامة الندوات والفعاليات الثقافية المختفة، كما تسببوا في خراب مئات المدارس وحولوا المئات منها أيضا إلى ثكنات عسكرية، ومن ثم فقد تسببوا في حرمان ملايين الأطفال من التعليم، حيث أفادت اليونيسف، أن قرابة مليوني طفل حرموا من التعليم.

التعليم الجامعي هو الآخر لم يسلم من انتهاكات الحوثيين منذ انقلابهم على الشرعية في 21 سبتمبر 2014، حيث قاموا باحتلال الجامعات الحكومية والأهلية، وشرعوا بفرض عناصرهم عليها، وتسييرها وفقا لسياساتهم وتوجهاتهم السياسية والطائفية.

وتسببت ممارسات المليشيات في جامعة صنعاء التي تعد الجامعة الحكومية الأولى في اليمن، بإلغاء تصنيف الجامعة وجامعات يمنية أخرى، من معهد التصنيف العالمي في الصين وهو المعهد الذي يرتكن عليه عالمياً في تقييم جامعات العالم سنوياً، وصولاً الى إلغاء اسم اليمن من القائمة بشكل نهائي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept