فى سياق الاحتفالات التى تشهدها دولة الكويت الشقيقة فى ذكرى العيد الوطنى الثامن والخمسين، وعيد التحرير الثامن والعشرين، واحتفالات الكويتيون منذ أسابيع قليلة بالذكرى الثالثة عشرة لتولى الشيخ صباح الأحمد الحكم فى الكويت، كان للكويت دور بارز فى دعم الشعب اليمنى وتقديم المساعدات والمعونات للمناطق المنكوبة فى اليمن وتقديم الدعم الطبى والأدوية، فضلاً عن الدعم السياسى واستضافة عدد من اللقاءات والحوارات بين الفرقاء اليمنيين لمحاولة تقريب وجهات النظر والوصول لحل سياسى.
كما قدمت الكويت كل الدعم لبقية لدول العربية ولمصر على جميع المستويات، وكان الامير الكويتي من أكثر المهتمين بضرورة استئناف مصر لدورها العربى والإقليمى بشكل كامل، حيث لا يفوّت فرصة إلا ويبادر بالتعبير عن تقديره لمصر ومحبته لشعبها ورغبته فى أن يصل بعلاقات البلدين إلى مزيد من التنسيق والتفاهم، كما أنه من أبرز الزعماء الساعين بقوة وباستمرار للم الشمل العربى.
رجل المبادرات
وحاز أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، عدة ألقاب على المستويين المحلى والدولى، مثل القائد الحكيم وحامى الدستور، و«رجل السلام»، و«زعيم الإنسانية»، ويعتبر رجل المبادرات الأول فى المنطقة العربية، بل فى العالم، فهو من أكثر الزعماء حضوراً فى القمم الخليجية والعربية، والأكثر تنقلاً بين الدول العربية ودول العالم من أجل القيام بمصالحات بين أشقائه العرب، ولدعم مبادرات كويتية، أو عربية لخدمة الشعوب. واحتضنت الكويت فى عهد الشيخ صباح الأحمد عدداً من أهم القمم والمؤتمرات العربية والإقليمية، والتى توّجت بالنجاح نتيجة التزامه بدعم القضايا الوطنية والعربية، ولذلك وصفه عدد من المحللين الغربيين بأنه «الرجل الملتزم»، الذى يفى بوعده، لا يكلّ ولا يملّ من اقتراح المبادرات لفعل الخير، وللم الشمل الوطنى والخليجى والعربى.
عميد الدبلوماسيين
ولذلك فعن جدارة، استحق الشيخ صباح الأحمد أن يحصل على لقب عميد الدبلوماسيين فى العالم، حيث نجح خلال وقت قصير فى ربط الكويت دبلوماسياً واستراتيجياً بالعالم الخارجى، بل وجعلها فى مصاف الدول المؤثرة إقليمياً ودولياً. وتستضيف الكويت على أرضها أكثر من 95 ممثليّة ما بين سفارة وقنصلية ومنظمة دولية وإقليمية وتبادلت معها التمثيل الدبلوماسى والقنصلى، ما يعكس النجاح الذى حققته هذه الدبلوماسية، كما تم انتخابها عضواً غير دائم فى مجلس الأمن لمدة عامين فى دلالة أخرى على مدى الثقة التى تحظى بها دولياً.
مسئولية كبيرة
ولعل أبرز ما يجسّد ذلك قول أمير الكويت فى أحد خطاباته «إن المسئولية جسيمة والعبء ثقيل، ولكننا بعون الله وتوفيقه قادرون على تحمّل مسئوليتنا بثقة وإيمان وعزم وإصرار مسترشدين بتعاليم ديننا، متمسكين بقيمنا وثوابتنا، نُعلى صوت القانون والحق والعدالة». ويقول أمير الكويت دائماً فى أحاديثه: «لن يكون الأمن والاستقرار بديلاً للحرية والديمقراطية، بل هما صِنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره ولنا فيما آلت إليه الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية خير شاهد ودليل». كما يشدد فى خطاباته على علوّ شأن الدستور واحترامه، فهو كما يقال عنه «حامى الدستور»، مذكراً فى خطاب له فى 2012 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور «أن الدول التى تنعم بظلال الحرية والدستور والقوانين
والمؤسسات والمجالس المنتخبة وتتمتع بإعلام حر وتمتلك جميع الأدوات الدستورية للرقابة والمحاسبة تكون ممارستها محكومة بالروح الوطنية والتمعن بمعانى القسم البرلمانى العظيم ومتطلباته».
صانع القرارات
وفى عهد الشيخ صباح تحولت الكويت فى فترة وجيزة إلى مصنع للقرارات العربية والمواقف الدولية والتى كانت نتاجاً للأحداث التى احتضنتها أرض الكويت، وساهمت رعايته بشكل فاعل فى إنجاحها على الرغم من التحديات الكبيرة والأزمات المتلاحقة التى تشهدها الدول العربية.
مكانة عالية
وكان لمواقف الشيخ صباح الحكيمة الأثر البالغ فى النفوس، من خلال القيادة الرشيدة والحنكة فى إدارة الأزمات، ما أوصل البلاد إلى بر الأمان فى أحلك الظروف، وبات الكويتيون يعون اليوم أن بلادهم تبوأت مكانة عالية من الاحترام إقليمياً ودولياً بفضل مواقف الشيخ صباح الأحمد، فى وقت تعانى فيه بلدان كثيرة فى هذا العالم من الاضطراب والفوضى. ودائماً ما يدعو الشيخ صباح الأحمد إلى الوقوف بحزم فى وجه كل من يحاول الإساءة للوطن بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو الفئوية، مطالباً بالارتقاء بالإعلام لممارسة دوره فى تكوين ودعم الرأى العام المستنير الذى يعزز الولاء للوطن ويرسخ روح الوحدة الوطنية.
إعمار العراق
ويسعى الشيخ صباح الأحمد حثيثاً نحو العمل على نجدة إخوانه العرب والمسلمين فى كل مكان، لذلك فكان أكثر القادة على مستوى العالم التزاماً بتقديم المعونة لمن يحتاجها خصوصاً للمعوزين والأطفال الذين يولى الشيخ صباح اهتماماً بالغاً بهم.