كشفت التقارير التي نشرتها منظمات حقوقية مختلفة عن السجون السرية التي تقيمها الامارات في جنوب اليمن عن جرائم تعذيب وحشية وبشعة ترتكب ضد المعارضين ومعظمهم إسلاميون في اليمن تصل إلى حد وصفها بجرائم ضد الإنسانية وقد تحدث بعض المعتقلين السابقين إلى منظمات دولية وإلى وكالات إعلامية مثل أسيوشيتدبرس التي قالت إن عمليات التعذيب تصل إلى حد شي المعتقلين على النار.
السؤال المهم هنا ما الذي يدفع إمارة غنية يعيش أهلها في سلام بعيدا عن الأزمات التي تحيط بالمنطقة أن تتورط في أعمال مختلفة وأن تنهج هذا النهج السادي؟ الأمر يدفعنا للعودة إلى سنوات إلى الوراء وتحديدا بعد وفاة الشيخ زايد في العام 2004
حيث بدأت عملية مطاردة وملاحقة لكل الإسلاميين الذين كانوا يعيشون في أمان في الإمارات وساهموا في بناء الدولة ونهضتها خلال حكم أبيه، حيث كان التعامل معهم بنظام السجون السرية يعتقل الشخص فلا يعلم أحد أين ذهب ولا ماذا يجري معه وقد يستمر اختفاؤه أسابيع أو أشهرا أو سنوات حيث كان يخضع للتحقيق من محققين مصريين وأردنيين من أجهزة الأمن المعروفة بقسوتها.
وعلى أيدي المصريين والأردنيين جاء بن زايد بمجموعة من أراذل البشر من الإماراتيين الذين تعلموا على أيدي هؤلاء كل فنون التعذيب والاستجواب وإجبار المتهمين على الاعتراف بأي شيء، كانت الاعتقالات في البداية فردية ثم وصلت إلى مرحلة اعتقالات جماعية لامارتيين وجنسيات أخرى حيث يوجد في سجون أبو ظبي السرية ما يقرب من خمسمائة من الإسلاميين منهم أكثر من مائة من أبناء الإمارات على رأسهم الشيخ سلطان بن كايد القاسمي من شيوخ رأس الخيمة
لم يكتفوا بذلك فقرروا أن يوسعوا نشاطهم ضد كل ما هو إسلامي وكان هذا مدخلهم لعلاقات مع معظم أجهزة الاستخبارات الغربية بعد هروب دحلان من غزة وتعيينه مستشارا؛ حيث ساعد وفتح الأبواب لاسيما لصربيا ودول أميركا اللاتينية ثم إعادة إنتاج مؤسسة بلاك ووتر للمرتزقة وبدلا من استخدام إمكانات الإمارة الهائلة في البناء والتعليم ونشر العلم والمعرفة ومحاربة الفقر والجهل في بلاد العالم الإسلامي.
استخدموا هذه الإمكانات في التخريب والتدمير والحروب فدعموا الانقلاب الذي قام به السيسي في مصر ودعموا الحرب في اليمن وأججوها وآوى عنده أحمد علي عبد الله صالح وأقام السجون السرية في اليمن حيث أوفد ضباطا إماراتيين للقيام بالتعذيب هناك كما ورد في تقارير المنظمات الدولية وكذلك دعم مجرم الحرب حفتر ونشرت الأمم المتحدة تقارير أثبتت تورطهم في معظم الجرائم التي قام بها حفتر في ليبيا.