قالت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس، إن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق حركة التجارة، في الوقت الذي هدد فيه الحرس الثوري الإيراني بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الضرورة.
ومع تصاعد التوتر بشأن الممر المائي الاستراتيجي، يقترح الاتحاد الأوروبي خطة لإنقاذ الاتفاق النووي مع طهران بعد انسحاب واشنطن منه. لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الحزمة لا تكفي.وهدد روحاني وبعض كبار القادة العسكريين في الأيام القليلة الماضية بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، أمس الخميس، إن قواته مستعدة لإغلاق مضيق هرمز، مشيدا بموقف روحاني “الصارم”.
وفي مايو/ أيار، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاق متعدد الأطراف يقضي برفع عقوبات عن إيران، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وطلبت واشنطن بعد ذلك من الدول الامتناع عن شراء النفط الإيراني، اعتبارا من الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، وإلا واجهت عقوبات مالية.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، إنه إذا لم تستطع إيران بيع نفطها بسبب الضغوط الأمريكية، فلن يسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بذلك.
ونسبت وكالة تنسيم للأنباء إلى جعفري قوله: “نأمل أن تنفذ هذه الخطة التي تحدث عنها رئيسنا إذا اقتضت الضرورة… سنجعل العدو يدرك أنه إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز أو لا أحد (سيستخدمه)”.
ومضيق هرمز أهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم؛ إذ يمر منه نحو خمس استهلاك النفط العالمي يوميا.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، الكابتن بيل أوربن، في رسالة لرويترز بالبريد الإلكتروني: “الولايات المتحدة وشركاؤها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ولدى سؤاله عن رد فعل القوات البحرية الأمريكية إذا أغلقت إيران المضيق، قال: “نحن مستعدون معا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي”.
ويفتقر الحرس الثوري الإيراني لقوات بحرية قوية، ويركز بدلا من ذلك على قدرات قتالية غير متماثلة في الخليج. فهو يملك العديد من الزارق السريعة ومنصات محمولة لإطلاق صواريخ مضادة للسفن، ويمكنه زرع ألغام بحرية.
وقال قائد عسكري أمريكي كبير في عام 2012 إن الحرس الثوري لديه القدرة على إغلاق مضيق هرمز “لفترة من الزمن”، لكن الولايات المتحدة في هذه الحالة ستتخذ إجراءات لإعادة فتحه.
وتعهد الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مستورد للنفط من إيران، بالحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة بمحاولة المحافظة على تدفق النفط والاستثمارات. ويناقش وزراء خارجية الدول الخمس الباقية الموقعة على الاتفاق النووي المقترح الأوروبي، عندما يجتمعون مع مسؤولين إيرانيين في فيينا اليوم الجمعة.
لكن روحاني أبلغ الرئيس الفرنسي خلال مكالمة هاتفية، أمس الخميس، أن حزمة الإجراءات الاقتصادية الأوروبية لتعويض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لم تنجح في التخفيف بشكل كاف من آثار انسحاب الولايات المتحدة ومعاودة فرض العقوبات على طهران.
ونقل الموقع الرسمي لروحاني قوله: “الحزمة التي اقترحتها أوروبا لمواصلة التعاون في الاتفاق النووي لا تلبي كل مطالبنا… نتوقع خطة عمل واضحة من أوروبا بجدول زمني؛ حتى تستطيع تعويض خروج الولايات المتحدة من الاتفاق”.
وذكر موقع الرئيس الإلكتروني أن روحاني قدم رسالة مشابهة للمستشارة الألمانية ميركل. وقال إن الحزمة المقترحة “لم تتضمن إلا بعض الوعود العامة، مثل بيانات الاتحاد الأوروبي السابقة”.