كشفت المعتقلة السابقة فاتن أمان سجلا مخزيا من التعذيب الذي يُمارس في سجون الإمارات سواء سجون وزارة الداخلية أو سجون جهاز الأمن، وذلك إثر تسجيل مسرب لمعتقلة الرأي أمينة العبدولي مؤخرا كشفت عن جانب آخر من جوانب التعذيب في السجون.
وعبر حسابها عبر تويتر، وثقت “أمان” ما تعرضت له من صور وحشية وحاطة بالكرامة في التعذيب وسوء المعاملة.
وفي مستهل سردها، قالت “الانتهاكات بلا حدود والتفتيش عند الذهاب للمحكمة او المستشفى خادش للحياء، حتى إننا كنا نعتذر عن الذهاب للعلاج حتى لا نتعرض لهذا الذل وإجبارنا على التعري، علما بأن بعض الشرطيات شاذات يتفنن في أساليب التفتيش ولا يمكنك الاعتراض بحجة الدواعي الأمنية، ويتركون نزيلات المخدرات ويعاملن كVIP”، على حد قولها.
وأضافت: في سجن الأمن السري تم حجزي 18 شهرا كاملة لديهم دون معرفة التهمة الموجهة لي، ولم يسمح لي بالتواصل مع أهلي إلا بعد 3 أشهر.
وتابعت “أمان”: في سجن الأمن الانفرادي يمارسون كافة صنوف التعذيب دون مراعاة للسن أو الحالة الصحية، أحد المساجين تم بتر قدمه حيث كان يعاني من السكر وضربوه وأصيبت قدمه بالغرغرينا وقطعت، وأنا أصبحت شبه مشلولة بسبب ضربهم.
وأردفت: من ضمن أساليب التعذيب في السجن السري محاولة كسر معنوياتك بعزلك عن العالم الخارجي وإذلالك وضربك وإهانتك وممارسة كافة صنوف الإهانة وأنت لاحول لك ولا قوة معصوب العينين لاترى أي شيء سوى فجأة صفعة او ضربة تتلقاها تفقدك توازنك.
“أمان” تهمة التخابر عنها، قائلة: لم أتخابر وسأتكلم عن كل شيء في حينه، وطالبت المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف الانتهاكات في دولة “تتباهى بأنها دولة مؤسسات وقانون والحقيقة لا مؤسسات ولا قانون، إذ تباهى المحقق بأن وكيل النيابة في مخباته (جيبه) والتهم جاهزة ومعلبة مع أحكامها، على حد تعبيرها.
وعن أساليب التعذيب الأخرى، قالت: كانوا يطفؤون (السجاير) في جسدي وما زالت الأثار باقية بعد 4 سنين، وسببوا لي إعاقة في نصفي الأيمن من الضرب المتواصل لمدة 3 شهور والنوم على الأرض بلا فرش أو غطاء في غرفة باردة كالصقيع.
وعن التعذيب في شهر رمضان، قالت “أمان”: الضرب كان ليل نهار وبلا توقف دون مراعاة لحرمة شهر رمضان، ونحن النساء تم تعذيبنا، وأتحدى أي مسؤول إماراتي يخرج لينفي التعذيب؛ لأضع نفسي تحت يد “هيومن رايتس ووتش” لتقوم بعرضي على الطب الشرعي وإثبات التعذيب الذي رفض فلاح الهاجري إثباته، على حد تأكيدها.
وألمحت “أمان” إلى تعرضها للاغتصاب قائلة: في السجن السري حريصون على عدم معرفتك بالوقت والتاريخ، وهناك يومان لم أدري عنهم شيء إذ كان من المفترض أنه يوم 10 لتخبرني الحارسة النيبالية أنه يوم 12 ولا استبعد عليهم قيامهم بأي شيء خاصة عندما تنعدم الاخلاقيات ويكون قانون الغاب هو السائد.
واستطردت قائلة: من ضمن أساليب التعذيب جعلوني أشاهد تسجيل لتعذيب مورس بحق أحد المعتقلين وهم ينكلون به ويقتلعون أظافره حتى أصاب بالرعب والخوف وتدميري معنويا ونفسيا، على حد وصفها.
وأضافت: من طرق التعذيب، كانوا يضعون كليبات الورق الحديدية عند مفاصل الأصابع ويتركونها حتى تتورم يدي وتتخدر وتكاد تنشل ثم يزيلونها عبر ليها فتكاد مفاصل أصابعك تتفتت من الضغط والألم والآثار مازالت باقية على مفاصل أصابع يدي كشاهد على وحشية وهمجية الجهاز في السجن السري، على حد قولها.
ومما ختمت به “أمان” تغريداتها، قالت: أخاطب كل ضمير حي أن يتحرك للإفراج عن المعتقلات، وأناشد المنظمات الحقوقية بالتدخل ووضع حد لهذه الممارسات اللا أخلاقية والتي لا يقرها عرف ولا دين، وطالبت “أمان” تفتيش السجون ووضع قوانين ومعاهدات دولية تحفظ حق المواطن والوافد.
الجدير بالذكر أن منظمات دولية وحقوقية كانت قد اتهمت السلطات الاماراتية بانشاء وادارة سجون سرية في اليمن وأودعت فيهم مختطفين يمنيين ممن يرفضون التواجد الاماراتي بالصورة الحالية.