تزايدت حدة الصراعات داخل اجنحة المليشيات الحوثية مؤخرا بشكل ينذر بقرب نهاية حتمية لهذه الجماعة بعد ظهور حالات من التخوين وعدم الثقة بين القيادات وخاصة قيادات الصف الأول.
وبرزت هذه الخلافات الى السطح كصراع على النفوذ والسلطة بين القيادات الحوثية، وخاصة بعد مصرع رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي” صالح الصماد، الذي لقى مصرعه بغارة جوية للتحالف العربي بالحديدة مؤخرا.
ونقل موقع اخباري تابع لنجل شقيق المخلوع صالح “طارق عفاش” عن مصادر مطلعة، أن القيادي الحوثي “أبو علي الحاكم” قام باعتقال وسجن مدير دائرة التوجيه المعنوي القيادي الحوثي “يحيى محمد المهدي” وهو أحد قياداتها البارزة والموالية للصريع “صالح الصماد”.
وأوضحت المصادر، أن الحاكم قام بنقل يحيى المهدي إلى صعدة واحتجازه في أحد مساجدها، حيث بدأت المليشيا مؤخرًا بتحويل دور العبادة إلى معتقلات سرية.
كما كشفت المصادر عن اعتقال المدعو الروحاني مدير مكتب يحيى المهدي بدائرة التوجيه، وترحيله إلى معتقل في جزيرة كمران لمنع محاولة إخراجه أو الوصول إليه.
وأشارت إلى أن الاعتقال شمل، أيضًا، أتباع المهدي والروحاني بالشعبة المالية للتوجيه وهما “خالد الحصباني” و”محسن معرف”، ولكنهما تمكنا من الفرار قبل أن يتم القبض عليهما ولاتزال المليشيا بقيادة أبو علي الحاكم تبحث عنهما، وقامت بحجز أملاكهما “المنازل” كعقوبة أولية على الهروب.
المصادر أكدت قيام المليشيا بأوامر من عبد الملك الحوثي بتكليف نائب مدير التوجيه المعنوي “علي غالب الحرازي” قائمًا بأعمال المدير.
وشهدت الأيام الأخيرة اتهامات متبادلة بين المليشيات وتصفيات مجهولة كان آخرها مصرع صالح الصماد والذي تتوجه أصابع الاتهام لتصفيته بشكل مباشر إلى محمد علي الحوثي والذي تلقى أوامر مباشرة من عبد الملك الحوثي للتخلص منه.
وقالت المصادر، إن قيام الحوثيين باستحداث سجون سرية في الجزر اليمنية وتحويل المساجد لمعتقلات يأتي في إطار التصفيات الداخلية، والصراع المتصاعد بين أجنحة الحوثيين بهدف توسيع رقعة النفوذ والمصالح والمكاسب المادية بين قيادات الجماعة، كما يعد مؤشراً على حالة الفزع والخوف لدى المليشيا من قرب نهايتها مع اقتراب الجيش اليمني من تحرير المحافظات منهما.