ومع وجود مجموعات مسلحة تعمل خارج اطار الجيش الوطني في تعز ، وجماعات مدعومة خارجياً ترفض الإنصياع للمؤسسة العكسرية ، هل يمكن القول أن انقلاب تعز بات وشيكاً؟ وما دلالات الحملات الإعلامية المننهجة ضد الجيش الوطني في تعز ، وماهي المقاربات بين سيناريو عدن وتعز؟إنقلاب ناعم ووعود عرقوبية بالتحرير
مع بدء عمليات عاصفة الحزم واعلان دول التحالف العربي عملياتها العسكرية لمساندة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ، عمدت الأخيرة على سياسة “تحرير المحرر” في بسط نفوذها في مناطق سيطرة الشرعية والسيطرة على الموانئ والجزر وانشاء كيانات مسلحة موازية للجيش الوطني لا سيما في المناطق الجنوبية ، انشأت دولة الإمارات حزاماً امنياً يخضع مباشرة لسيطرتها كما ساهمت في دعم وتمويل “المجلس الإنتقالي الجنوبي” الذي قاد الانقلاب الأخير على الشرعية في عدن .
وبذات الأساليب تعمد الامارات على دعم كيانات مسلحة في تعز خارج اطار الجيش الوطني مثل جماعة “ابي العباس” المدرج ضمن قوائم الإرهاب ، حيث يرفض الخضوع فعلياً لقيادة اللواء 35 مدرع وقيادة محور تعز كما يرفض تسليم مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرة جماعته المسلحة.
تحرير مشروط
أعلنت قيادة محور تعز انطلاق عملية عسكرية واسعة لفك الحصار عن المدينة وذلك بمشاركة جميع الألوية والوحدات العسكرية ومساندة طيران التحالف العربي بحسب بلاغ صادر عنها في 25/كانون الثاني/2018 ، العملية العسكرية التي لم تستمر طويلاً حتى توقفت سبقها تسليح فصائل معينه بعيداً عن اشراف قيادة محور تعز ، حيث وصلت عشرات الأطقم والأسلحة النوعية لقيادات مقربة من الإمارات مثل “رضوان العديني” “ومعاذ الياسري” بالإضافة الى “ابي العباس” وهي الأسلحة التي لم يحصل عليها الجيش الوطني بألويته العسكرية ولعل ذلك كان هو العامل الأبرز الذي تمكن من خلالة مسلحو المجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن من تحقيق انقلابهم ونجاح تمردهم وسيطرتهم على معسكرات الحماية الرئاسية وعدد من مقرات الحكومة ومؤسسات الدولة.
وتشير بعض المعلومات الى أن الإمارات اشترطت ادارة معركة التحرير في تعز عبر فصائلها التي تتلقى دعما مباشراً منها ، ما يشير الى نيتها المباشرة في حياكة انقلاب تقوده هذه الفصائل التابعة لها على غرار ما حدث في عدن.
هجوم اعلامي مساند للإنقلاب
استخدمت ادوات الإنقلاب في عدن تهمة فساد الحكومة مرتكزاً لإنطلاق معركتها الإعلامية ضد الشرعية ، اما في تعز فقد عهدت الإمارات على تحريك ناشطيها لشيطنة قيادة المحور واتهامها بالفساد والنيل من كيان الجيش الوطني في اسلوب مترادف لإنجاح انقلابها ، حيث لم يغب منطق اتهام الجيش الوطني بالعمالة لقطر والجنرال محسن كما حدث ذلك في عدن ، في الوقت الذي عمد فيه بعض الناشطين لإتهام الجيش الوطني وقياداته بالفشل ووسم قيادات بعينها بالفساد والعمالة ، في هذا الصدد كتب الناشط الناصري “جميل الصامت” مقالاً مطولاً في صفحته على الفيس بوك بعنوان “الجعانن تشلح الجيش الوطني لصالح امبراطوريتها العكسرية في تعز”
حيث قال ان ما بات يعرف بجعانن محسن في تعز تقوم بتشليح اللواء 35 مدرع افراده حد قوله متهماً حزب الاصلاح كالعادة بالوقوف خلف ذلك ، مضيفاً ان علي محسن يسعى لعرقلة تحرير تعز.
اما الناشط “أكرم الشوافي” المعروف بكتاباته وتقاريره ضد الجيش الوطني فقد اتهم قائد محور تعز بتمزيق اللواء 35 مدرع متسائلاً لصالح من يعمل قائد محور تعز.
فيما أخذ اللواء الخامس حماية رئاسية نصيبه من الحملات الممنهجه والتحريض ضد قياداته لا سيما من قبل اعلاميون يتبعون مكتب “ابي العباس” والبعض الآخر يتبع الدائرة الإعلامية للتنظيم الناصري في تعز.
مؤسسات الدولة في قبضة المليشيات.
تحركت مجاميع المجلس الإنتقالي الجنوبي التابعة للإمارات للإنقضاض والسيطرة على الوية عسكرية ومؤسسات ومقرات حكومية بينها مقر رئاسة الوزراء ، هذه الخطوة كان قد نفذها سابقاً ذراع الإمارات في تعز عادل عبده فارع العروف بـ”ابي العباس” ، احدى الشواهد قيامه في 25 يناير من العام 2017 بإقتحام مبنى الأمن السياسي وقلعة القاهرة التاريخية ، وادارة امن ومهاجمة نقاط تابعة للشرطة العسكرية ، والسيطرة على مؤسسات ومقار حكومية لا تزال تحت سيطرته حتى اللحظة وعددها قرابة 23 مقراً ومؤسسة حكومية بالإضافة الى بعض المدارس والمقار الخاصة ببعض الشركات والتي يرفض الرجل تسلميها لقيادة محور تعز رغم تصريحه السابق بتسلميها بحسب
في الطريق الى التمرد والفوضى تشير بعض المعلومات الخطيرة عن إنقلاب وشيك في تعز ، إذ تفيد المصادر بتحركات مشبوهة وخطيرة لعناصر ارهابية متهمه بالوقوف خلف مسلسل الإغتيالات التي تعرض لها افراد وقيادات الجيش الوطني ، بالإضافة الى مشاركة قيادات سلفيه مدعومة اماراتياً في من أجل تكرار سيناريو الإنقلاب في عدن من خلال هذه الأذرع التي تم تسليحها وتمكينها خارج اطار الجيش الوطني .
أبرز مؤشرات سيناريو الإنقلاب في تعز :
-استمرار الدعم النوعي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدرعات للثلاثي الإماراتي “ابو العباس ، ورضوان العديني والياسري” دون غيرهم من قيادات الجيش الوطني والويته العسكرية حيث تشير المصادر الى استلام “ابو العباس” لثلاث مدرعات جديدة ، واسلحة نوعية وقناصات ، وعشرات الأطقم العسكرية التي تم توزيعها فقط للقيادات المذكورة سابقاً والموالية للإمارات.
– استمرار تمويل “العباس” من قبل التحالف على الرغم من تصنيفه على قوائم الارهاب من قبل تلك الدول ودول اخرى
– الضغوطات المتواصلة من قبل قيادات التحالف لتمكين والضغط على الجيش لمنحه مواقع تابعة للجيش اثناء عملية التحرير رغم عجزه وفشله.
– هجومه المتكرر على مباني ومواقع تخضع لسيطرة اللواء22 في الجبهة الشرقية وسعية المتواصل للتصادم مع الجيش الوطني.
المُلهم الجديد.
على غرار تصريح عيدروس الزبيدي عقب الأحداث الأخيرة في عدن بتنسيقه مع طارق صالح ، تشير بعض المصادر الى عمليات تواصل سري يقوم بها المدعو “ابي العباس” مع طارق صالح في الوقت الذي يقوم فيه بإستقطاب ضباط من الحرس الجمهوري بتعز ، في الوقت ذاته تشير معلومات الى قيامه بإستقدام مجاميع ارهابية الى مقر الأمن السياسي وتدريبهم وتوزيع اسلحة لمجاميع وخلايا ارهابية لا سيما في الآونة الأخيرة .