تخطى عقار جديد المرحلة الثانية من التجارب على مرضى الملاريا بنجاح كبير. ويقول العلماء الالمان انه فعال ضد بلازموديوم الملاريا 100%.
ايلاف من برلين:
تقدر منظمة الصحة العالمية ان طفيلي الملاريا يصيب 2.7 مليون إنسان على المستوى العالمي، ويقتل مئات الآلاف سنوياً، معظمهم من سكان البلدان الحارة من العالم الثالث. المؤلم في الموضوع، بحسب منظمة الصحة العالمية، ان90% من الضحايا هم من أطفال القارة الأفريقية.
ويواجه العالم مشكلة قيام طفيلي الملاريا بين فترة وأخرى بتطوير”مقاومته” لأدوية الملاريا السائدة في السوق. وحذر مركز الأبحاث الأوربي المشترك GFS من مخاطر المزيد من الفيضانات الكارثية التي ستحل بالمنطقة الساحلية الشرقية من أفريقيا. وهي فيضانات ستجلب معها مختلف الأمراض المعدية، وخصوصاً الأنواع المقاومة للأدوية من الملاريا.
وكتبت مجلة”الطبيب الألماني”، على صفحتها الإلكترونية، ان فريقاً دولياً من العلماء انجز المرحلة الثانية من التجارب على عقار جديد وفعال ضد مختلف أنواع الملاريا. والعقار الجديد عبارة عن عقار مركب من عقاري “فوسميدومايسين” و”بيبراكوين” المستخدمين على نطاق واسع في مكافحة الملاريا منذ نحو15 سنة.
ويعود الفضل في استخدام فوسميدومايسيسن إلى الباحث البروفيسور بيتر كريمسنر من جامعة توبنغن الذي نشر عن نجاحه في علاج الملاريا بهذا العقار سنة2002 في مجلة”لانسيت المعروفة”. وتعود هذه الجامعة اليوم للكشف عن نجاحها في مزاوجة “فوسميدومايسين” و”بيبراكوين” في معالجة بلازموديوم فالسيبارم الذي صار يقاوم العقار الأول.
فعال100%
وقاد فريق العمل الدولي الباحث غيسلين مومبو-نغوما، الذي جرب العقار المزدوج على 100 مريض مصاب بالملاريا من أعمار تقل عن 30 سنة وطوال ثلاثة أيام فقط.
ويشير تقرير جامعة توبنغن إلى ان العلاج شفى 83 مريضاً 100% من المرض القاتل. وثبت ان العلاج بلا أعراض جانبية أو مضاعفات، كما تحمله المرضى بشكل جيد، وادى إلى زوال أعراض المرض خلال فترة قياسية. واقتصرت المضاعفات على تغيرات في تخطيط القلب، وهي نتائج سبق وأن رصدت عند المرضى السابقين اثناء علاجهم بعقار”بيبراكوين”.
وقال البرفيسور بيتر كريمسنر ان العقار المزدوج تطوير فعال لعقار”فوسميدومايسين”، الذي انتشر استخدامه منذ سنة2002. وأضاف ان هذه العقار، الذي كان يستمد من بكتيريا ستربتومايسيز ليفيندويل، صار من الممكن اليوم إنتاجه صناعياً. ويعمل العقار على كسر دورة الاستقلاب في طفيلي الملاريا ويؤدي إلى وقف تكاثره، ومن ثم إلى موته.
ومعروف ان جسم الإنسان، ينتج شيئاً من “فوسميدومايسين”، وهذا هو سر تحمل الجسم له وانعدام وجود المضاعفات والأعراض عند استخدامه ضد طفيلي الملاريا.
العقار المزدوج يحقق شروط منظمة الصحة العالمية
وجاء في تقرير جامعة توبنغن أن العقار المزدوج يلبي شروط منظمة الصحة العالمية. وثبت من العلاج ان عقاري”فوسميدومايسين” و”بيبراكوين” يعملان، كل بطريقته، على طفيلي المرض في دم المصاب.
كما ان العقار سريع التأثير في المرض، وبدون أعراض ومضاعفات، كما انه يضمن عدم عودة المرض إلى المريض بعد انقطاع العلاج، وهذه كلها من شروط المنظمة الدولية.
المهم أيضاً ان طريقة عمل العقارين على المرض تمنع تطوير المقاومة ضدهما من قبل طفيلي المرض. وستركز التجارب في المرحلة الثالثة على اختيار أفضل النسب من العقارين التي تضمن العلاج تماماً.
أجريت المرحلة الثانية من التجارب في مركز الأبحاث الصحية في الغابون. ويرتبط هذه المركز باتفاقية تعاون صحي مع جامعة توبنغن الألمانية.وتولى مركز أبحاث الملاريا الأوروبي تمويل المشروع.
الملاريا على أبواب أوربا
إلى ذلك حذر معهد بيرنهارد نوخت الألماني للأبحاث البيولوجية من وصول موجات البعوض الناقل للملاريا إلى جنوب أوربا ووسطها. وقال البروفيسور بيرنهارد فلايشر أنه فحص طفلاً في اسبانيا اصيب بملاريا نقلها بعوض البلومبيو، وهو نوع ناقل للملاريا، إلى الطفل من شمال أفريقيا. واعتبر الباحث هذا التشخيص دليلاً على اختراق المرض للبحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى وسط أوربا. وتعتبر ملاريا البلومبيو الاستوائية من أكثرها خطر على حياة البشر، وخصوصاً عندما تصيب الأطفال والمسنين.
وأضاف انه يمكن للتحولات المناخية في أوربا، مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وقدرات البعوض على التكيف، أن تؤدي خلال عشر سنوات إلى ظهور الملاريا مجدداً في ألمانيا.
ويمكن لمياه الأمطار الراكدة ودرجات الحرارة العالية أن تحول جنوب ألمانيا إلى حاضنة لبعوض الأنوفيليس، كما سبق للعلماء الألمان أن حذروا من احتمال تأقلم بعض أنواع البعوض الأوربي لحمل طفيلي الملاريا.