رحل الكاتب السعودي البارز جبير المليحان عن عالمنا، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً ثرياً ومتنوعاً، بعد مسيرة حافلة بالإبداع في عالم القصة القصيرة والرواية.
وكان المليحان، الذي ولد عام 1950 في قرية قصر العشروات بمدينة حائل، أحد أبرز وجوه الأدب السعودي والعربي، حيث أسهم في إثراء المشهد الثقافي بأعماله الإبداعية.
ولم يكن المليحان مجرد كاتب عادي، بل كان رائداً في عالم القصة القصيرة، حيث أسس شبكة القصة العربية عام 1998، وموقع القصة العربية عام 2000، بهدف تعزيز الحركة الأدبية العربية ونشر أعمال الكتاب العرب. وتولى رئاسة مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي لخمسة أعوام، مما يعكس دوره الريادي في دعم الحركة الثقافية في السعودية.
وكانت بدايات المليحان مع الكتابة في سن مبكرة، حيث كتب أول قصة له خلال الصف الثاني المتوسط، وشجعه أحد الأقرباء على إرسالها إلى إذاعة الرياض، لتصبح بداية رحلته الأدبية. واستمر في الكتابة رغم رفض بعض أعماله في البداية، حتى أصبح له اسم بارز في الساحة الأدبية.
وامتازت مسيرة المليحان الأدبية بتنوعها، حيث كتب القصة القصيرة والرواية وأدب الأطفال، ومن أبرز أعماله “الهدية” و”الوجه الذي من ماء” ورواية “أبناء الأدهم”. وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة أبها عن الفرع الأدبي لعام 2010، وجائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية عن روايته “أبناء الأدهم” عام 2017.
وعمل المليحان في الصحافة السعودية، حيث شغل مناصب متعددة، منها مدير تحرير صحيفة “اليوم” في الدمام، ومدير تحرير صحيفة “المدينة” في المنطقة الشرقية والخليج، ومحرراً لصفحة الطفل في صحيفة “القافلة” الأسبوعية. وكان لعمله في الصحافة دور كبير في صقل تجربته الأدبية والإعلامية.
وتركت وفاة جبير المليحان فراغاً في المشهد الثقافي السعودي والعربي، حيث فقدت الساحة الأدبية أحد أبرز روادها ومبدعيها. وسيظل إرث المليحان الأدبي شاهداً على مسيرته الحافلة بالإبداع والتميز.