فقدت الساحة الفنية أحد أبرز نجوم الغناء الشعبي، إسماعيل الليثي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 37 عامًا متأثرًا بإصابات خطيرة تعرض لها في حادث مروري بمركز ملوي بمحافظة المنيا.
ومن المقرر نقل جثمان الراحل إلى العاصمة القاهرة خلال الساعات المقبلة لاستكمال إجراءات الدفن وإقامة مراسم العزاء.
وكشف مصدر طبي أن الليثي وصل إلى المستشفى في حالة غيبوبة كاملة، حيث أظهرت الفحوصات الطبية إصابته بكسر في الجمجمة ونزيف حاد أسفل غشاء المخ، ما استدعى وضعه على أجهزة الإنعاش فورًا.
وبعد ساعتين من وصوله، نُقل إلى العناية المركزة وتم توصيله بجهاز التنفس الصناعي بسبب تدهور حالته الرئوية، فيما حاول الأطباء السيطرة على النزيف باستخدام الأدوية دون تدخل جراحي بسبب المخاطر المرتفعة للتخدير في ظل الاعتماد الكامل على أجهزة التنفس.
وأشار المصدر إلى أن الفنان الراحل عانى من إصابات متفرقة في جسده، إلا أن النزيف الدماغي كان العامل الحاسم في تدهور حالته الصحية.
وتأتي هذه الصدمة بعد عام واحد فقط من فقدان الليثي لابنه الصغير في حادث مأساوي سقط فيه الطفل من شرفة منزل العائلة بالطابق العاشر، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفس الفنان.
كما مر الراحل بأزمات عائلية شملت انفصاله المؤقت عن زوجته قبل أن يتصالحا ويعودا للحياة معًا في الفترة الأخيرة.
وُلد إسماعيل الليثي وترعرع في حي إمبابة بالجيزة، حيث نشأ على قيم الكرم والتواضع، واشتهر بروحه المرحة رغم المحن التي واجهها، لا سيما بعد وفاة نجله.
وكان لجدته دور محوري في تشجيعه على احتراف الغناء منذ الصغر، حيث ساعدته ماليًا في تسجيل أولى أغانيه رغم ظروفها المادية الصعبة.
قبل أن يحقق شهرته الفنية، عمل الليثي في عدة مهن بسيطة، كبائع دقيق ووجبات كشري، وسائق توك توك، مؤكدًا دائمًا أن العمل الشريف هو طريق لتحقيق الأحلام.
ودخل عالم الفن من خلال فيلم “عنتر وبيسة” عام 2014، لكنه ذاع صيته عبر مشاركته في مسلسلات مثل “ابن حلال” و”الأسطورة” و”نسر الصعيد” مع الفنان محمد رمضان.
وترك الراحل إرثًا غنائيًا مميزًا شمل أغنيات مثل “سألت كل المجروحين” و”ابن دمي” و”فتح المزاد”، إلى جانب مشاركته في كتابة بعض أغاني مسلسل “إزي الصحة”.
ونعاه نقيب المهن الموسيقية، مصطفى كامل، مشيرًا إلى جهود النقابة لنقله للقاهرة للعلاج قبل أن يمنع الأطباء ذلك بسبب خطورة حالته.
وأكد كامل أن النقابة ستواصل دعم أسرة الراحل خلال مراسم التشييع، واصفًا إياه بصوت شاب مميز ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الفني.















