تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد حياة السكان في غزة وسط تحذيرات دولية من انتهاكات حقوق الإنسان

عدنان أحمد13 أغسطس 2025
تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد حياة السكان في غزة وسط تحذيرات دولية من انتهاكات حقوق الإنسان

تعيش مدينة غزة على وقع هجمات عنيفة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل تنفيذ خطة محتملة لاحتلال المدينة، حيث شهد اليوم الأربعاء تصعيدًا دمويًا أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا خلال أسبوع واحد من الصراع المستمر منذ حوالي عامين.

وأفادت وزارة الصحة في القطاع بأن غارات الاحتلال أدت إلى مقتل 123 شخصًا وإصابة 436 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين نشر التلفزيون الفلسطيني أن حصيلة القتلى منذ فجر الأربعاء بلغت 89، بينهم 52 في قلب مدينة غزة.

وفي التفاصيل، تم استهداف المناطق الشرقية من المدينة بشكل مكثف باستخدام الطائرات والدبابات، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل، خاصة في أحياء الزيتون والشجاعية.

وأوضحت مصادر طبية أن مستشفى الأهلي استقبل 12 جثة بعد غارة جوية على منزل بحي الزيتون، بينما أشار مسعفون إلى تدمير منازل في شرق خان يونس، في حين سقط تسعة قتلى بعدما حاولوا الحصول على المساعدات في منطقتين مختلفتين، نتيجة قصف إسرائيلي مباشر.

وفي سياق آخر، أكد مصدر طبي أن 8 أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة إلى 235، من بينهم 106 أطفال، منذ بداية النزاع.

وفي تطور لافت، كانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت على المدينة في الأيام الأولى من الحرب قبل أن تنسحب منها، في حين تواصلت الاتهامات الدولية الموجهة لها.

وفي موقف يعكس تصاعد التوتر، وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسرائيل، بعد تلقيه معلومات موثوقة عن انتهاكات جنسية قد تكون ارتكبتها قوات الاحتلال بحق أسرى فلسطينيين، حيث أرسل رسالة إلى السفير الإسرائيلي داني دانون، أكد فيها أن المنظمة الدولية تراقب عن كثب تلك الانتهاكات المحتملة.

وقد نفى دانون تلك الاتهامات، مؤكدًا أنها تستند إلى معلومات منحازة، بينما أشار غوتيريش إلى أنه يراقب الوضع عن كثب، وأنه قد يُدرج القوات الإسرائيلية في تقريره القادم إذا استمرت تلك الانتهاكات، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف الجنسي، وتنفيذ التزاماتها القانونية على وجه السرعة.

وفي سياق الأزمة الإنسانية، أصدر الاتحاد الأوروبي مع 24 دولة أخرى بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن قلقهم الشديد من تفاقم المجاعة في غزة، مطالبين بضرورة التحرك العاجل لوقف الأزمة الإنسانية، مؤكدين أن الوضع بلغ مستوى لا يُحتمل، وأن هناك مجاعة واضحة للعيان.

وفيما يخص المساعدات الإنسانية، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الشحنات التي دخلت القطاع منذ بداية الأزمة لم تتجاوز 15% من الاحتياجات الفعلية، حيث تعرضت للنهب والسرقة على نطاق واسع.

وأشار إلى أن هناك حاجة لأكثر من 600 شاحنة مساعدات إضافية لتلبية الحد الأدنى من متطلبات نحو 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى استنفاذ كافة الوسائل لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر.

وفي الضفة الغربية، شهدت اليوم حادثة مؤلمة حيث قُتل فلسطيني برصاص مستوطنين في بلدة دوما جنوب نابلس، وأفادت وزارة الصحة أن الشاب ثمين خليل رضا دوابشة (35 عامًا) استشهد جراء إصابته برصاص المستوطنين خلال هجوم على البلدة.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ بداية العام على يد المستوطنين بلغ عشرة، فيما ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر إلى 30، في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق