كشف مصدران يمنيان عن تفاصيل مهمة تتعلق بوضع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية، وأسباب عدم عودته إلى مدينة عدن (جنوبي اليمن)، التي تتخذ منها حكومته مقرا لها.
وقال المصدران، أحدهما مقرب من الرئاسة اليمنية، لـ”عربي21″، اشترطا عدم نشر اسميهما، إن الرئيس هادي ينتظر تدخل الرياض؛ للضغط على دولة الإمارات، التي ترفض بشدة عودته إلى عدن، المدينة الساحلية التي يحكم الإماراتيون قبضتهم على ملفها الأمني منذ استعادتها في تموز/ يوليو 2015.
وأضافا أن الرئيس اليمني يعيش إقامة “شبه إجبارية” بالعاصمة الرياض، في ظل رفض إماراتي لعودته، ومخاوف سعودية من تعرضه للاغتيال في حال غادرها نحو مدينة عدن.
وكان الرئيس هادي أعلن أنه سيغادر المملكة التي يقيم فيها منذ مغادرته لمدينة عدن في شباط/ فبراير من العام الجاري؛ لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، الشهر الفائت، وسيعود عقب ذلك إلى المدينة الجنوبية.
وأوضح المصدران أن الموقف الإماراتي يستند على أن عودة الرئيس منصور هادي إلى المدينة، التي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، قد تكون “نهائية”، وربما تقلب موازين القوة على الأرض لصالح حكومته، وبالتالي هزيمة مشروع حكومة “أبوظبي”، التي تعيش أزمة عميقة في علاقتها مع الرجل.
ووفقا للمصدرين، فإن هادي ينتظر توافقا سعوديا إماراتيا، بعد تهديدات الأخيرة باستهداف طائرته قبل هبوطها في مطار عدن الدولي.
وأكدا أن الرياض لديها مخاوف من احتمالية تعرض الرئيس عبدربه هادي لعملية اغتيال في مدينة عدن، دون الكشف عن الجهة التي يمكن أن تقوم بها، ولذلك تعارض بشدة مغادرته أراضيها باتجاه اليمن في الوقت الراهن.
لكنهما لم يستبعدا أن هذه المخاوف التي يتذرع بها السعوديون، لا تعدو كونها “هروبا من مواقفهم الرخوة من سياسات حليفتهم الإمارات المناوئة للشرعية التي تدخلوا لإعادتها”.
في الوقت نفسه، قد تكون تلك المخاوف حقيقية، وتخشى الرياض أن تخسر “ورقة الشرعية” إذا اغتيل الرئيس هادي، والتي بموجبها تدخلت عسكريا ضد جماعة “أنصار الله” (الحوثي) المدعومة إيرانيا. حسبما ذكره المصدران.
ولفتا إلى أن هذا الموقف ليس بغريب على الإماراتيين، الذين يحثون الخطى لحسم مصير الرئيس هادي في الحكم، وقد تقدم على أي شيء لضمان نفوذها في المحافظات الجنوبية.
يعزز ذلك، بحسب المصدرين، إعلان السلطات الإماراتية العلني والصريح تأييدها مبادرة أممية طرحها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، في وقت سابق من عام 2016، تقضي بنقل صلاحياته إلى نائب الرئيس، يتم اختياره توافقيا مع الطرف الآخر، تحالف الحوثي وعلي صالح، رفضتها الحكومة الشرعية.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا تدخل في اليمن عام 2015 لدعم حكومة الرئيس، بعد سيطرة الحوثيين المدعومين من طهران على زمام السلطة في صنعاء، حيث أجبروه على الفرار.
وكانت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، قالت في وقت سابق، إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قيد الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض، ولا يسمح له بالعودة إلى مدينة عدن.
وأضافت كرمان في سلسلة تغريدات على حسابها في “تويتر” أن “الرئيس هادي رهن الإقامة الجبرية في الرياض، ومطرود من قبل التحالف من عدن، وممنوع من العودة إليها، فما الفرق بين التحالف وبين الانقلاب الفاشي؟!!”.
*عربي21