اتهم تقرير حديث الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي بالإهمال والتقصير فيما يتعلق بقضية اجلاء اليمنيين العالقين في السودان في ظل أوضاع معيشية صعبة تواجههم وغياب تام لدور السفارة اليمنية هناك.
واستعرض التقرير الصادر عن مركز المخاء للدراسات الاستراتيجية معاناة آلاف اليمنيين العالقين في السودان “بعد أن تجاهلت الحكومة اليمنية قضية إجلائهم مِن السودان، حيث وقعوا هناك بين فكَّي كمَّاشة، بين اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم”.
واعتبر التقرير غياب الحكومة اليمنية عن إجلاء العالقين اليمنيين في السودان هو الطَّاغي حتَّى الآن، بالتزامن مع قصصاً مروعة يرويها العالقون هناك لما تعرَّضوا له خلال فترة الاقتتال بين الفرقاء السودانيين.
وعن دور الحكومة نقل مركز (المخا) عن مصدر في اتِّحاد الطُّلاب اليمنيين في السودان قوله: إنَّ الحكومة اليمنية لم تقدِّم أيَّ جهود تذكر، ولم تقم بأيِّ دور حتى الآن لإجلاء العالقين اليمنيين في السودان، ما عدا تصريحات ووعود لم يتم الوفاء بها، ولا تتَّسق مع حجم المأساة التي يعاني مِنها اليمنيون العالقون هناك.
وكشف المصدر أنَّ الطرف السعودي أوقف عملية إجلاء العالقين اليمنيين في السودان نتيجة التقصير لدى الجانب اليمني، والذي يتجلَّى في أنَّ الحكومة اليمنية لم تقدِّم خطة عملية لإجلاء الواصلين للسعودية إلى اليمن أو إلى خارج أراضيها، وفي عدم تجاوب السفارة اليمنية مع جهود الإجلاء السعودية في بورت سودان، حيث لا يوجد أيُّ أثر لجهود عملية للسفارة أو لطاقمها، إلَّا في النادر.
وذكر المصدر أنَّ دور وزارة الخارجية وحضور الحكومة اليمنية عمومًا كان ضعيفًا للغاية، ولم يرق لمستوى حجم الكارثة، حيث لم يكن بالمستوى المطلوب، وكانت التصريحات الرسمية متخبِّطة والالتزامات الحكومية المالية قليلة.
ونقل التقرير عن احد العالقين قول: “إنَّ العالقين مِن الأخوات اليمنيات نالوا الجزء الأكبر مِن المعاناة في بورت سودان، ويعانين مع أطفالهم معاناة شديدة، وقد حصلت حالات إجهاض وحالات ولادة في بورت سودان، بالإضافة إلى وقوع حالة وفاة لإحدى الأخوات العالقات نتيجة الإجهاض، وحالات وفاة أخرى لعائلة يمنية بسبب حوادث السير في الطَّريق إلى بورت سودان”.
وطالب العالقون اليمنيون في السودان وفقا للتقرير الحكومة اليمنية بالتحرُّك العاجل لإنقاذهم مِن الوضع المأساوي الذي يعانونه هناك منذ اندلاع المواجهات المسلَّحة في السودان الشهر الماضي، كما ناشدوا المجتمع الدولي لإنقاذهم جرَّاء تقصير حكومة بلادهم، وغياب جهودها الميدانية لإجلائهم مِن السودان، إثر الغياب شبه الكلي للدولة اليمنية، جرَّاء الحرب الدائر في اليمن، منذ ما يزيد عن ثمان سنوات.