طرد يافع من عدن: معسكر الضالع يكمل الهيمنة على “العاصمة المؤقتة” بضوء أخضر إماراتي

Editor29 يونيو 2021
طرد يافع من عدن: معسكر الضالع يكمل الهيمنة على “العاصمة المؤقتة” بضوء أخضر إماراتي

“كنا في المغرم يافع المدد والآن لما دعمتهم الإمارات أصبح أصحاب الضالع يزبطوننا برع برع (يقومون بإقصائنا).. هذا الكلام الذي لا يمكن أن نقبله”.. قبل أعوام دق القيادي اليافعي الوحدوي، العميد الشهيد محمد طماح ناقوس الخطر وكشف حقيقة ما يعانيه أبناء ورجالات يافع من تهميش وإقصاء من قبل قيادات ومرتزقة الإمارات في عدن المنتمية للضالع، واليوم لا يزال تيار المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والمنتمي لمنطقة يافع جنوب البلاد يتعرض لضربات موجعة ودموية من قبل تيار الانتقالي التابع للضالع والذي يرى في التيار الأول خطراً يهدده.

إلا أن القرارات الاستثنائية التي أصدرها رئيس معسكر الضالع في جنوب البلاد (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي) عيدروس الزبيدي بالإطاحة بأهم القيادات الإنفصالية المحسوبة على يافع الضربة شكلت – بحسب مراقبين – الضربة الأقوى للمعسكر اليافعي وأخرجته بنسبة كبيرة من معادلة تقاسم النفوذ والسلطة في عدن.

وأطاحت القرارت التي أصدرها الزبيدي الخميس الفائت، بقياديين بارزين في قوات الدعم والإسناد التابعة للمجلس المدعوم من أبو ظبي وسط أنباء عن خلافات بين القيادات العسكرية التي أقيلت من جهة، ورئاسة المجلس من جهة ثانية.

وأطاح الزبيدي بالعميد البارز محسن الوالي قائد قوات الدعم والإسناد من منصبه وعين بدلًا عنه العميد عبد السلام البيحاني ، فيما تضمن القرار الثاني تعييين العميد جلال الربيعي أركان لهذه القوات خلفًا للعميد نبيل المشوشي الذي كان يشغل في الأثناء نفسها أركان قوات الدعم والإسناد وقائد اللواء الثالث.

وينتمي القياديان الوالي والمشوشي إلى جناح يافع، الأمر الذي شكل ضربة كبرى لهذا المعسكر، ومهد الطريق –وفق مراقبين – إلى إكمال بسط المعسكر الضالعي المقرب من أبوظبي سيطرته المطلقة على عدن وبقية المحافظات التي تخضع لسيطرة الإنتقالي.

لماذا الآن؟

وحول الدوافع خلف هذه القرارات كشف الصحفي فتحي بن لزرق عن تحول خطير في عدن قاده الوالي بعد انقلاب أغسطس 2019م وخروج الحكومة الشرعية، حيث عزز القائد اليافعي من حضور ألوية الدعم والإسناد في العاصمة المؤقتة لتطيح بقوات الحزام الأمني التي كان يرأسها اللواء الضالعي شلال شائع وتصبح هذه الوحدات العسكرية مهيمنة على المشهد في عدن، مع إحكام هذه القوات سيطرتها الأمنية على أجزاء كبيرة من مدينة عدن ولحج والأجزاء المجاورة لعدن في محافظة أبين.

ووفقاً لبن لزرق فإن هذه السيطرة الفعلية أثارت مخاوف القوات الخاضعة لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي من ان تنفذ انقلابا محدودا، يمنحها السيطرة الكاملة على الأوضاع في عدن بشكل كامل، بالتزامن مع اشتداد التنافس بينهما منذ حوالي عام ونصف.

هل وصل صراع القناديل والزنابيل في جنوب اليمن لمرحلته الأخيرة؟

يرى مراقبون محايدون وحتى ناشطون موالون للإنفصال إن القرارات الأخيرة التي أصدرها الزبيدي الضالعي فضحت الرغبة التي تتملك المعسكر الضالعي المنتشي بتأييد ودعم الإمارات له بشكل صريح مؤخراً في إقصاء جناح يافع من المشهد في عدن برمته وإكمال بسط نفوذه المطلق على كافة المفاصل الأمنية والعسكرية والاقتصادية في دولته المصغرة (عدن ولحج والضالع وسقطرى وأجزاء من أبين) أو ما يطلق عليه في الأوساط الشعبية بـ (مشروع القرية).

وبمطالعة المناصب التي يتولاها ضالعيون في ظل حكم المجلس الانتقالي لعدن يتكشف حجم التوغل الضالعي المهول في كافة المرافق والمؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية، والمنافذ البرية والبحرية والجوية، في عدن وجميع المدن المحتلة من قبل الإمارات، في حين يترك الفتات لأبناء يافع وبقية المدن الأخرى، الأمر الذي ينذر بمواجهات قادمة.

ففي المراحل الأولى لتحرير عدن من قبضة الحوثيين في 2015م، كان معسكرا الضالع ويافع بمثابة فرسي رهان في مضمار الإرتزاق بالنسبة لأبوظبي، لكن الوضع تغير بشكل جذري بعد أن انحاز نظام آل زايد في نهاية المطاف إلى معسكر الضالع (قناديل أبوظبي) في مواجهة يافع (زنابيل أبوظبي)، لتبدأ فصول المعاناة اليافعية عبر سلسلة من الأحداث المخطط لها بدقة واستهدفت إفراغ يافع من رجالاتها الأقوياء، عبر الاغتيالات والنفي والإقصاء من المناصب الحساسة، أو عبر الزج بأبناء المديرية في محارق الموت في مختلف الجبهات، فيما تستبقي الضالع أبناءها في الصفوف الخلفية ورجالاتها في الشقق الفاخرة والمناصب الكبرى.

وبعد صدور القرارات التي يرى كثيرون أنها دقت مسماراً أخيراً في نعش المعسكر اليافعي المغدور عبر قطاع واسع من أبناء يافع عن صدمتهم من القرارات، فيما وصف بعضهم الزبيدي بـ (الكلب) و (الخائن)، مؤكدين أن المعركة لم تنتهي هنا، وأن الرد من يافع سيكون قاسياً لكل من تنكر لتضحياتها.

صراع على “كعكة عدن”

تفيد المعلومات التي حصل عليها عدن نيوز من مصادر مطلعة إن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مررت تسريبات خلال الفترة الماضية إلى عدد من الصحفيين والنشطاء المدعومين منها، تشير إلى علاقة تحالف خفيه بين العميد محسن الوالي والجانب السعودي، ضمن الحملات الإعلامية التي تناولت دور القيادي البارز في القوات التابعة لها.

ووفق تلك فإن تمرير هذه التسريبات في هذا التوقيت كان يشير إلى التمهيد لإقالة الوالي من منصبه، إذ يحاول الانتقالي استثمار الإنتقادات التي يوجهها أنصاره للسعودية، من أجل تقديم الوالي كمتعاون مع الجانب السعودي ويقف ضد مصالح المجلس الانتقالي الجنوبي للتخفيف من آثار قرار الإطاحة به جنوبًا.

وقال موقع القدس العربي ان «الأحداث الأخيرة في منطقة الشيخ عثمان هي امتداد لخلافات بين عيدروس الزبيدي وقيادة الدعم والإسناد ممثلة بمحسن الوالي ونائبه نبيل المشوشي، وتصاعدت بعد عودة الزبيدي إلى عدن».

وأوضح انه «مع أن هناك أسبابا مناطقية خفية بين الجانبين، يعلمها المقربون، إلا أن الخلافات تركزت مؤخرا حول اقتسام ايرادات نقاط التفتيش الأمنية والعسكرية، الخاضعة لقوات الحزام الأمني، وقوات الدعم والإسناد، والتي يقدر حجمها بـ 20 مليون ريال في اليوم الواحد».

وذكر أن أسباب انفجار الوضع عسكريا بينهما نهاية الأسبوع المنصرم راجعة إلى رفض محسن الوالي اقتسام هذه الايرادات التي تجنيها قواته مع عيدروس الزبيدي بحجة أن بقية القوات الأمنية، مثل أمن عدن وقوات العاصفة الموالية للزبيدي، لديها إيرادات الميناء وأسواق القات، وإيرادات أخرى كثيرة ولم يتقاسموها مع قوات الدعم والإسناد في المحافظة.

وفي المحصلة فقد ضربت الإمارات ومعسكر الضالع العديد من العصافير بقرار الإطاحة بالوالي أهمها إخراج قوات الدعم والإسناد اليافعية من عدن وإلحاقها بما يسمى بالقوات البرية الجنوبية التابعة للزبيدي، وكذا السيطرة على جميع المنافذ البرية المؤدية لعدن والسيطرة على جميع الموارد المالية التي كانت تتحصلها قوات الإسناد عبر هذه المنافذ ونقلها إلى جيوب قيادات وقوات المعسكر الضالعي، هذا فضلاً عن اهم هدف وهو إبقاء عدن تحت سطوة الضالع المطلقة وهيمنة الإمارات إلى الأبد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق