بقلم - عابد المهذري
بعد أقل من شهر واحد من تفشخر الزعيم قائلا انه هو من يرحل الآخرين من اليمن وليس هو من يرحل عنها .. جاء قبل يومين من فعاليته في 8/24 يتوسل المبهررين ويطلب منهم الاتصال باصدقائهم العمانيين لارسال طائرة الى صنعاء تجليه عن الوطن الى أوسخ منفى يليق بواحد مثله يخدع شعبه ويزايد على ملايين المواطنيين بكلامه المعسول ومواقفه الخنفشارية .. لكن المبهررين رفضوا طلبه امعانا في اهانته واذلاله جزاءا بهنجمته عليهم وبرماته الالتفافية ضدهم .
وامس وقبلها بأسبوع رأيناه كيف انبطح أولا في حوار متلفز ثم في تواصل مغلق عبر دائرة تلفزيونية .
واليوم هاهو يواصل الانبطاح باعلانه الاعتكاف ضمنيا برسالة اعتذار مذلة يتلمس فيها العفو والشفقة من المبهررين إياهم تحت غطاء عدم قدرته على مشاركة الآخرين أفراحهم واتراحهم بالحضور والاتصال.
اين يعيش هذا الزعيم اللئيم .. ألا يدري ان المناسبات الفرائحية انقرضت تماما عن حياة اليمنيين .. البهحة غادرت نفوس البسطاء .. انعدمت في بيوتهم .. اختفت من وجوه الاطفال الصغار .
ألا يدري هذا الكهل المتصابي .. ان الافراح لم تعد موجودة الا في حياته هو وأسرته وأقاربه واتباعه ورجالاته وقيادات حزبه ودولته وشركاءه في السلطة والحكم من عتاولة الفساد الجدد وجلاوزة النهب والفاسدين السابقين .
.
.
ايها الزعيم صانع الانكسار والخذلان في ارواح ملايين البشر .. اذهب غير مأسوف عليك الى التلاشي والانكفاء والغياب .
أغرب عن حياتنا .. انطفئ وتبدد واختبئ حيث يليق بك ان تقضي بقية حسراتك وندمك تحت الارض او في مصحة او بمحراب مسجد او تجويف صخري يساعدك على التأمل والرهبنة .
انقلع .. فرهان الاحرار والشرفاء على الجبناء كأنت معيب بحقهم .. وقد خبروك وجربوك وما حصدوا غير الانكسار والخذلان منك .
لم يكن احدا كما تدعي يريدك ان تفجر حربا مع المبهررين وسط صنعاء .. كان الجميع فقط ؛ يريدون من فحامتك تسجل موقفا محترما ينحاز لقضايا الناس .. موقفا ايجابيا تختتم به حياتك .. غير ان الحظ الحسن لم يحالفك وشاءت الاقدار ان تحرمك حسن الخاتمة .
عابد المهذري