في إطار سياسة الهيمنة التي تمارسها الإمارات منذ أعوام في اليمن، شرعت أبوظبي في منح الجنسية الإماراتية لعدد من قيادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي (الفصيل السياسي والعسكري للمليشيات الإنفصالية المسيرة إماراتياً).
وبحسب وسائل إعلام، فقد منحت الإمارات الجنسية لعدد 22 شخصا من القيادات الانفصالية بينهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “عيدروس قاسم الزبيدي” ونائبه “هاني بن بريك” و “عبدالرب النقيب” و “يسران المقطري”.
وأكدت المصادر أن الأشخاص المذكورين حصلوا يوم امس على الجنسية الإماراتية، مكرمة رمضانية من محمد بن زايد.
تأتي هذه الخطوة وسط وضع كارثي ومأساوي تعيشه عاصمة الإنفصاليين “عدن” في ظل انهيار شامل لكافة مؤسسات الدولة وأجهزتها الخدمية، جراء انقلاب “أغسطس الأسود” في 2019م، والذي أفضى إلى سيطرة الإنفصاليين على العاصمة المؤقتة وعدد من المحافظات المجاورة.
تحشيد وتصعيد تجاه الرياض
ودق خبراء ومراقبون ناقوس الخطر إزاء هذه الخطوة، مشيرين إلى أنها تأتي في إطار التصعيد والتصعيد المضاد بين الرياض وأبوظبي على خلفية الوضع السياسي والعسكري في العاصمة المؤقتة عدن بعد أن فرضت الإمارات سطوتها عليها.
هذا الخلاف المستعر أكده وزير الداخلية المستقيل أحمد الميسري خلال لقاء تلفزيوني سابق وقال إنه يعيش مرحلة متقدمة وينذر بمواجهة قريبة في الأفق، مشيراً بأن الرياض “أدركت متأخراً” أنها تعرضت لخديعة إماراتية في عدن، بعد أن تنصلت الأخيرة من الإيفاء بالتزاماتها تجاه بنود اتفاق الرياض الذي رعته السعودية، وعلى رأس ذلك السماح للحكومة بالعودة إلى عدن وإخراج كافة التشكيلات المليشياوية الموالية للإنتقالي منها.
ويقول مراقبون إن أبوظبي حفزت قيادة الإنفصال لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد الرياض في عدن عبر مكرمة التجنيس.
وبعد أقل من 24 ساعة من تجنيس الزبيدي ورفاقه بدأ المجلس الانتقالي، السبت، تصعيداً ضد السعودية في خطوة قد تدفع الوضع بين الطرفين نحو التصادم.
وطالب بيان لهيئة رئاسة الانتقالي ، عقب اجتماع لها، السعودية بسرعة تنفيذ التزاماتها على رأسها صرف المستحقات المالية المتأخرة والنفقات التشغيلية لقواته.
واشار خلال اجتماع حشد له قادة فصائله الأمنيين والعسكريين إلى أن هذه الالتزامات تمت بناء على اتفاق مع القوات السعودية، ملوحا بالانسحاب من اتفاق الرياض.
كما اتهم السعودية بالتستر على قيادات في قوات الجيش الوطني وعلى راسهم امجد خالد قائد فريق الرئيس هادي في لجنة تنسيق تنفيذ اتفاق الرياض المتواجد حاليا في معسكر التحالف بعدن ومتهم باختطاف شقيق قائد الوية الحزام الأمني ، عبدالرحمن شيخ.
ويرى سياسيون يمنيون إن الخطوة الإماراتية تأتي في سياق تلك القيادات المقيمة أصلا في العاصمة ابوظبي وهو ما يشير إلى أن الامارات تحاول طمأنة قيادات المجلس على مستقبلهم لدفعهم نحو التصعيد ضد السعودية وسط مخاوف من قيادات المجلس من ردة فعل سعودية سلبية تنهي مستقبلهم.
الإنفصاليون يستحقون جنسية العمالة عن جدارة
وأثارت الخطوة الإماراتية سخرية وتهكم قطاع واسع من اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد يقول الإعلامي سلطان عبدالواسع إن قيادة الإنفصال أثبتت وبجدارة ارتزاقها وأحقيتها في نيل الجنسية الإماراتية، مشيراً إلى أنها لا تشرف أي يمني أو أي عربي أصيل.
وأضاف: كنتم عبيداً وبجدارة.. تهانينا
قيادة الانتقالي أثبتم وبجدارة ارتزاقكم وأحقيتكم للجنسية الإماراتية التى لا يتشرف بها الا امثالكم
لقد عملتم في الفترة الماضية بكل إخلاص لطحنون وجعلتم من الجنوب ساحة لتصفية معارضي سيدكم بل وعذبتم كل من لا ترغب الإمارات ان يصدر صوته في الجنوب
لقد كنتم نعم العبيد— سلطان عبدالواسع sultan abdulwasea (@sultanalrhaby) April 18, 2021
ترقية إلى عميل مستوى ثاني
وكتبت الباحثة اليمنية اليهودية روزان قباص تغريدة حملت تهكماً لاذعاً من الخطوة الإماراتية وقيادة الإنفصال.
وقالت قباص إن مكرمة بن زايد عبارة عن ترقية أتباعها من دانق إلى دانق مستوى 2
https://twitter.com/Rgopas_/status/1383511698053554185?s=19&fbclid=IwAR2gCE-peief0rZmxionnBbwnki262DNFtkejSNuaXqFedWee9Aoo6X8dI4
بعتم عدن واستلمتم الثمن
من جانبها ترى الناشطة الصحفية بلقيس الحرازي إن قيادة الإنفصال باعت عدن واستلمت الثمن وقامت بتأمين مستقبلها ومستقبل أبنائها بعد أن تم نقلهم جميعاً إلى الإمارات وإعطاؤهم الجنسية الإماراتية.
وأضافت: باعوا واستلموا الثمن.. انتهت اللعبة تم منحهم الجنسية الإماراتية، وثورة ثورة يا جنوب … وهذا حال عدن وكذلك كل المحافظات التي تحت سيطرتهم.
الامارات تمنح الجنسية الإماراتية لـ ٢٢ قيادي في مليشيات الانتقالي، على رأسهم عيدروس الزبيدي وهاني بريك وعبدالرحمن شيخ، ويسران المقطري .. الخ، باعوا واستلموا الثمن ..✋انتهت اللعبة
تم منحه الجنسية الإماراتية، وثورة ثورة يا جنوب …
وهذا حال عدن وكذلك كل المحافظات التي تحت سيطرتهم. pic.twitter.com/GMqaFve5m8— بلقيس الحريزي (@x_blq_h_) April 16, 2021