إسرائيل توسع مفاعل “ديمونا” النووي بصمت في منطقة نووية غير آمنة

محرر 224 فبراير 2021
إسرائيل توسع مفاعل “ديمونا” النووي بصمت في منطقة نووية غير آمنة

كشفت صحيفة بريطانية عن قيام إسرائيل بتوسيع مفاعل ديمونا النووي بهدف إطالة عمره، وسط استمرار الأخيرة بتحفظها على أسرار المفاعل الذي يشكك البعض بقدرة إسرائيل على تأمينه.

عام 1986 جرى الكشف عن دور مفاعل ديمونا في برنامج إسرائيل النووي السري لأول مرة من قبل الخبير النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي كان موظفاً سابقاً في هذا الموقع وغادر إسرائيل إلى بريطانيا.

وحين روى فعنونو قصته لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، استدرجه الموساد الإسرائيلي من بريطانيا إلى إيطاليا واختطفه ليقضي 18عاماً في السجن، 11منها في الحبس الانفرادي، لكشفه أسرار ديمونا.

وبعد أكثر من 30 عاماً، عادت ترسانة إسرائيل النووية إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة بأخبار عن توسع في مفاعل ديمونا الذي بُني في خمسينيات القرن الماضي بمساعدة الحكومة الفرنسية، بعد أن جرى إطلاق إشارة بنائه في 1958.

إلا أن إسرائيل، وكما كانت من قبل، ما زالت تتبنى “الغموض” بشأن ترسانتها النووية، فهي لا تؤكد ولا تنفي وجودها، لكن اتحاد العلماء الأمريكيين يقدرون أن لدى إسرائيل نحو 90 رأساً حربياً مصنوعة من البلوتونيوم المنتج في مفاعل الماء الثقيل في ديمونا.

ديمونا يتوسع

كشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، عن قيام إسرائيل بتوسيع كبير لمنشآتها النووية في ديمونا في صحراء النقب، حيث صنعت تاريخياً المواد الانشطارية لترسانتها النووية.

ونشرت اللجنة الدولية المعنية بالمواد الانشطارية (IPFM) أعمال البناء في صور الأقمار الصناعية الجديدة، وأوضحت أن المنطقة التي يجري العمل فيها تقع على بُعد بضع مئات من الأمتار عبر جنوب وغرب المفاعل ذي القبة ونقطة إعادة المعالجة في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية بالقرب من بلدة ديمونا الصحراوية.

صور من الأقمار الصناعية حصلت عليها IPFM تُظهر أعمال بناء جديدة في مفاعل ديمونا الإسرائيلي (ذا غارديان)

 

وقال بافيل بودفيج، الباحث في برنامج العلوم والأمن العالمي بجامعة برينستون: “يبدو أن البناء بدأ في وقت مبكر جداً من عام 2019، أو أواخر عام 2018، لذا فقد بدأ العمل به منذ حوالي عامين، ولكن هذا كل ما في وسعنا قوله في هذه المرحلة”.

ولم تعلق السفارة الإسرائيلية في واشنطن على الصور الجديدة، إذ تقول الصحيفة إن “إسرائيل تنتهج سياسة الغموض المتعمد بشأن ترسانتها النووية، دون تأكيد أو نفي وجودها”.

ووصف أفنير كوهين، الخبير البارز في البرنامج النووي الإسرائيلي، الصور الجديدة بأنها “مثيرة للاهتمام” وأشار إلى أن أثر موقع ديمونا ظل دون تغيير جوهري لعقود.

واستخدمت إسرائيل المنشأة النووية لإنشاء نسخ طبق الأصل من أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم الإيرانية لاختبار Stuxnet المستخدمة لتخريب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني في منشأة “نطنز”، لكن هذا قبل أكثر من 10سنوات، أي قبل وقت طويل من بدء التوسع الحالي، حسب الصحيفة.

معلومات مدفونة

تقول صحيفة هآرتس العبرية إن “المعلومات حول مفاعل ديمونا مدفونة عميقاً في أرشيف الرقابة، لكن بين كل فينة وأخرى تلوح بالأفق إمكانية للتوصل إلى بعض أجزاء الحقيقة هناك”.

وتضيف “ثمّة شخص في إسرائيل يسعى دائماً إلى البحث والتحقق من الأمر، وهو صاحب كتاب”إسرائيل والقنبلة” آفنير كوهن، الذي يبحث في منع انتشار السلاح النووي، وقد نشرنا في الصحيفة عام 2016 بعض ما توصل إليه كوهن والذي يسلط الضوء على بعض أسرار الدولة المخبأة حتى اليوم”.

يقول آفنير كوهن: “في النهاية يمكن القول إن الولايات المتحدة كانت قد أدركت عام1961 أن إسرائيل لا تقول الحقيقة وأنها باتت على مقربة في حينه من صناعة قنبلة نووية”.

وتشير الصحيفة إلى أن زعماء إسرائيل لا يتحدثون حول المفاعل، “بل أنكر غالبية رؤساء الوزراء صناعة السلاح النووي”.

إطالة عمر المفاعل وكذبة تأمين العمل

وفي تقرير آخر، أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن إسرائيل تسعى إلى إطالة عمر المفاعل النووي في ديمونا إلى عام 2040، حينها سيكون عمره 80 عاماً”.

وأضافت “الوزير يريف ليفين يؤكد أن لدى إسرائيل خبرة كافية من أجلها استثمارها لإطالة عمر المفاعل، وتجري في المفاعل فحوصات للتأكد من إمكانية تأمينه أكثر”.

من جانبه، أشار عوزي إيفن وهو أحد الذين شاركوا في بناء المفاعل النووي الإسرائيلي إلى أنه “لا توجد شفافية بما يتعلق باللجان المسؤولة عن تأمين عمل المفاعل. إطالة عمره تتطلب الكثير من الموارد والإجراءات”.

وذكرت الصحيفة أن المفاعل الذي أسس نهاية الخمسينيات من القرن الماضي بني على أساس العمل لمدة 40 عاماً فقط، وقد سبق أن أوقفت فرنسا العمل في مفاعلين يشبهانه بُنيا في الفترة نفسها، وذلك عام 1980″.

من جانبها، تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” تعليقاً على التقرير الذي كشف توسعة مفاعل ديمونا إن إسرائيل “حافظت ولا تزال على أسرار المفاعل، لا تنكر ولا تؤكد أن لديها سلاحاً غير تقليدي، ولم يجرِ الحديث عن هذا الموضوع علانية إلا عندما صرّح أحد الخبراء الذين عملوا في المفاعل ويدعى مردخاي فعنونو كاشفاً الأسرار لصحيفة “صاندي تايمز “البريطانية”.

وتشير الصحيفة نقلاً عن تقرير للمركز الأمريكي للعلوم والأمن القومي إلى أن “لدى إسرائيل 115رأساً نووياً متفجراً ونحو 660 كيلوغراماً من مادة البلوتانيوم”.

ونقلت عن رئيس المركز ديفد اولبريت قوله “بدعم فرنسي إسرائيل طورت صواريخ باليستية، وصواريخ بإمكانها حمل رؤوس نووية وطائرات يمكنها أن تطلق سلاحاً نووياً، وقد تكون لديها إمكانية لإطلاق صواريخ مشابهة من غواصاتها”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق