رفضت محكمة بريطانية الإفراج عن جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، بكفالة، ما يعني أنه سيظل في سجنه في ظل استمرار مساعيه الحيثية من أجل عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وقالت القاضية فانيسا بارايتسر إن ثمة أسبابا قوية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيهرب.
وكانت القاضية قد حكمت يوم الاثنين بعدم إمكانية تسليم مؤسس موقع ويكيليكس إلى الولايات المتحدة خشية انتحاره.
وتطعن الولايات المتحدة حاليا على الحكم، وعارضت إطلاق سراح أسانج، البالغ من العمر 49 عاما، من سجن شديد الحراسة قبل النظر في القضية.
وكان أسانج في قفص الاتهام يرتدي بدلة زرقاء ويضع كمامة خضراء، وأغمض عينيه عندما كانت القاضية تتلو منطوق الحكم.
وأسانج محتجز منذ عام 2019، بعد أن اختبأ لمدة سبع سنوات داخل سفارة إكوادور تفاديا لتسليمه.
ويريد مدعون أمريكيون محاكمته بتهمة القرصنة وكشف معلومات سرية، بما في ذلك هويات عملاء كانوا يساعدون الاستخبارات في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى.
وقالت بارايتسر في قرارها إن أسانج لا يزال لديه حافز للهروب.
وأضافت: “إنه على استعداد للاستخفاف بحكم هذه المحكمة، ومن باب الإنصاف، يتعين السماح للولايات المتحدة بالطعن على قراري، وإذا هرب أسانج خلال هذه العملية، فسوف يفقدون فرصة ذلك”.
وكان إد فيتزجيرالد كيو سي، محامي أسانج، قد قال خلال طلب الإفراج بكفالة، إن موكله عُرض عليه منزل في لندن من أحد داعميه، حيث يمكن أن يظل مع شريكته وطفليه الصغيرين، ويخضع أيضا لأشد شروط الإفراج بكفالة.
وأضاف: “قرارك (يوم الاثنين) يغير كل شيء وبالتأكيد يغير أي دافع للهرب”.
وقال: “عموما سيكون أسانج أكثر أمانا في عزلته مع عائلته في المجتمع، خاضعا لقيود صارمة، مما لو كان في (سجن) بيلمارش الذي انتشر فيها مؤخرا وبشدة (فيروس كورونا)، فهو يتمنى أن يعيش حياة آمنة مع أسرته”.
بيد أن كلير دوبين، الممثلة القانونية للولايات المتحدة في القضية، أخبرت المحكمة بأن أسانج لديه “الموارد والقدرات والمال” لترتيب رحلة طيران إلى بلد آخر سرا.
ويقول المحامون إن أسانج يواجه، إذا أدين في الولايات المتحدة، عقوبة بالسجن تصل إلى 175 سنة. ولكن السلطات الأمريكية تقول إن هذه العقوبة تتراوح ما بين 4 و6 سنوات من السجن.
ويواجه أسانج 18 تهمة من بينها التآمر لقرصنة قاعدة بيانات عسكرية أمريكية، بهدف الحصول على معلومات سرية حساسة، متعلقة بالحرب في العراق وأفغانستان، ونشرها لاحقا على موقع ويكيليكس.
ويقول إن هذه المعلومات تكشف تعسف القوات الأمريكية.
ولكن الادعاء الأمريكي يقول إن تلك المعلومات السرية عرضت حياة الناس للخطر، ولذلك طلب ترحيله من بريطانيا، لمحاكمته في الولايات المتحدة.