وصف إسرائيليون مشاهد بمدينة دبي الإماراتية، بعد زيارتهم لها في الأيام الأخيرة، مؤكدين أنها مختلفة عن الزيارات السابقة، التي كانت تبدو كمكان غريب.
وقال الكاتب الإسرائيلي حاييم آتغار في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية وترجمته “عربي21″، إن “السنوات الماضية التي كانت تشهد كل زيارة إسرائيلية إلى دبي، تظهر وكأنها مهمة لافتة ومثيرة، لكن اليوم بدأت شوارع المدينة تغرق باللغة العبرية”.
وأضاف آتغار أنه “بعد التطبيع مع الإمارات، وما تخلله من مصافحات كبار مسؤولي الجانبين، قمت بزيارة جديدة إلى دبي وبكل سهولة”، مشيرا إلى أن “اللغة العبرية التي كانت قبل أشهر لغة يتمتمها الإسرائيليون بصمت في دبي، بدافع الخوف الحقيقي الذي قد يشير لعميل سري لدولة معادية، باتت اليوم اللغة السائدة في أضخم المراكز التجارية هناك”.
وأكد أن “اللغة العبرية يتم استخدامها اليوم في دبي علانية، وفي كل زاوية، وأحيانا بصوت عالٍ (..)، الإماراتيون مضيافون، ويرحبون بالسياح الإسرائيليين، وكل شيء يتم بصورة احترافية لا تصدق”، بحسب تعبيره.
من جهتها، تحدثت الكاتبة في صحيفة “إسرائيل اليوم” عيريت لينور عن أسباب توافد الإسرائيليين بكثرة إلى دبي، معتقدة أنها “تبرهن آثار اتفاقية التطبيع من ناحية، والفضول حول بلد مغلق أمامهم ومناخ دافئ في الشتاء من ناحية أخرى”.
ولفتت في مقال ترجمته “عربي21” إلى أن اليهود في دبي أقاموا حفل “حريدي” بمشاركة 150 ضيفا، إضافة إلى أن وكالات السفر التابعة لليهود المتدنيين تجري اتصالات حاليا، لتنظيم المزيد من حفلات الزفاف في دبي.
وتوقعت أن يقضي الإسرائيليون العطلات السنوية الشهر المقبل في دبي، “مع إقامة عروض غنائية من الفنانين الإسرائيليين عومير آدم وساريت حداد، بجانب عقدت مؤتمرات اقتصادية إسرائيلية إماراتية مشتركة في دبي، وإرسال مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين إليها، مع نشر المزيد من الصور والمقالات إلى آلاف المقالات المكتوبة عن دبي منذ توقيع اتفاق التطبيع”.
وأوضحت أن “الحماس الإسرائيلي باتجاه دبي وصل درجة أن موشيه هوغ، صاحب فريق بيتار القدس لكرة القدم، وقع على بيع 50 بالمئة منه للشيخ حمد بن خليفة، وأثارت صفقة البيع اهتماما بسبب المعارضة من مجموعة مشجعيه العنصرية، لأنهم لم يرغبوا برؤية مالك عربي لناديهم الرياضي”.
ولفتت إلى أن “كل هذه التطورات تحصل ولما يمض شهران بعد على توقيع اتفاقية التطبيع، ولم يجف حبر الاتفاق بعد، مع العلم أن دبي، بكل مزاياها الاقتصادية والاستراتيجية، ليست إمارة تنتمي إلى القوى المتنورة، في ظل التمييز ضد المرأة، وتقييد اعتناق الحريات الدينية، وسوء معاملة العمال الأجانب، الذين يشكلون 70 بالمئة من سكانها”.
من جانبه، تحدث إليعازر غروس عن مشاهداته من زيارته إلى دبي، ضمن وفد من المهنيين للمشاركة في معرض الإمارات للتكنولوجيا (جيتكس)، قائلا: “المئات من رجال الأعمال الإماراتيين أبدوا اهتماما كبيرا بالسلع التي تم عرضها في الجناح الإسرائيلي، ضمن واحد من أكبر الوفود والأجنحة المشاركة، وأظهروا رغبتهم بالاستثمار في الشركات الإسرائيلية الناشئة”.
وأضاف في مقال نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته “عربي21” أنني “لم أتفاجأ بالاهتمام الكبير الذي أبدته الإمارات في عضوية مجموعتنا الإسرائيلية، رغم تأكيدنا لهم أن تتماشى استثماراتنا مع قيمنا الدينية، لأنني لن نستثمر أبدا في شركات لا تلبي متطلبات الشريعة اليهودية “الهلاخاه”، لأننا لن نستثمر في الممنوعات الدينية”.
وأوضح أنني “لم أتفاجأ من الانفتاح الكبير للمستثمرين الإماراتيين على التكنولوجيا الإسرائيلية، فمن الواضح أنهم يتطلعون حقًا للاستثمار في الشركات الإسرائيلية، وقدر موظفونا أنه بحلول نهاية المعرض تلقينا ما لا يقل عن خمسمائة استفسار من الإماراتيين، فمعرض جيتكس الإماراتي للتكنولوجيا يقام كل عام، بحضور ممثلي مئات الشركات الناشئة من الشرق الأوسط”.
وكشف النقاب أن “مجموعة “باسدانو” التي أسستها قبل عشر سنوات، تصلني عشرات الخيارات الاستثمارية المتنوعة في مختلف المجالات، سواء الشركات الناشئة في مختلف المجالات إلى المشاريع العقارية المختلفة، وقبل أن أنتهي من كتابة مقالي هذا تلقيت دعوة من ابن أحد حكام الإمارات للعمل معا”.