أثارت زيارة رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، إلى القاهرة بشكل مفاجئ، الأحد، بناء على دعوة من نظيره المصري مصطفى مدبولي، تساؤلات عدة حول أبعادها ودلالاتها من ناحية التوقيت.
وحظي عبدالملك باستقبال رسمي، أعقب ذلك لقاؤه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد يوم من عقده مباحثات مع رئيس الحكومة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، عقده عبدالملك ومدبولي، أكد الثاني أن بلاده دائما “حاضرة في اليمن وحاضرة في وجدان كل يمني”، مضيفا أن “الأمن القومي اليمني والمصري مترابطان ولدى قيادة البلدين رؤية موحدة حول طبيعة المخاطر التي تهدد المنطقة والأمن القومي العربي”.
فيما قال رئيس الوزراء اليمني إن العلاقات اليمنية المصرية “ضاربة في التاريخ لها وضع خاص في العلاقات العربية العربية”، مشيرا إلى أن هذه المباحثات “ستكون فاتحة لعدد من النقاشات واللقاءات الثنائية، وعودة انعقاد اللجنة العليا المشتركة التي انقطعت لسنوات عدة”.
“تلميع وترويج”
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد الزرقة أن الغرض من الزيارة تلميع “معين عبدالملك” وإعادة الترويج له، وتغطية العجز والفشل الذي تعاني منه حكومته، وخضوعها الكامل للسيطرة السعودية والإماراتية.
وقال الزرقة في حديث لـ”عربي21″ إن “إعادة الترويج لمعين عبد الملك يعد مكافأة له نظير تواطئه وسكوته عن كل التجاوزات السعودية الإماراتية في حق اليمن واليمنيين”.
وأشار إلى أن عبد الملك يعتبر “أكثر رؤساء الحكومات في اليمن استلابا وخضوعا وضعفا”، مؤكدا أنه “لم يكن يوما قادرا على اتخاذ أي قرار هام أو مفصلي، كما فشل في إدارة الحكومة التي توزعت بين العواصم”.
وتابع: “لم يسجل في تاريخه أي إنجاز يستحق أن يذكر”.
“نشاط لكسر الجمود”
من جهته، قال الباحث السياسي اليمني، مصطفى ناجي، إن مصر ما تزال دولة وازنة في المحيط الإقليمي، ولديها حساسية عالية تجاه الأوضاع في اليمن، ومهتمة بيمن مستقر وموحد.
وأضاف لـ”عربي21″ أن هذه الزيارة الرفيعة “هي نشاط سياسي يمني خارج دائرة الجزيرة العربية، وتؤكد على مساحة العمل السياسي للحكومة اليمنية والقبول الدولي لها”.
وبحسب ناجي، فإن “زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى القاهرة تأتي في لحظة ارتفعت فيها شكوك تفكيك البلاد وتقسيمها وتهتك الشرعية”.
وأشار إلى أنه منذ آب/ أغسطس المنصرم (2019)، غرقت الشرعية في ثنايا محلية مرتبطة بأحداث عدن، وما تلاها مِن اتفاق الرياض المتعثر، وانكفأت دون التفاعل الإقليمي والدولي.
واستطرد الباحث السياسي اليمني: “هذه الزيارة هي كسر لهذا الحمود الذي تضاعف بسبب فيروس كورونا”.
ويؤكد أنه “بقدر ما تكون مصر مهتمة بالتدخل التركي في جوارها الليبي، فإنها معنية بالتدخل الإيراني في اليمن، وتنظر إليهما كتدخلين يهددان البيت العربي”، وفق تعبيره.
وخلال الزيارة، جرى التباحث حول عدد من الملفات بين رئيس وزراء اليمن ومصر، كان أبرزها التعاون المشترك بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، انطلاقا من المصلحة المتبادلة، وباعتبار أمن وحماية الملاحة في هذا الطريق البحري الهام خطا أحمر بالنسبة للبلدين، وفق ما نشره الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء.