افادت مصادر لوكالة فرانس برس ان السلطات الفرنسية شرعت في فتح تحقيق في ادعاءات بتورط ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد في أعمال تعذيب باليمن.
ونقلت الوكالة الفرنسية ، الجمعة ، عن مصادر مطلعة على القضية ، أن قاضي التحقيق الفرنسي مكلف بقيادة التحقيق ، وعلى الأخص التدقيق في السلوك الإماراتي في الحرب الدائرة في اليمن.
وقد تم فتح تحقيق أولي في الأمر في أكتوبر الماضي بعد تقديم شكويين للسلطات الفرنسية عندما وصل بن زايد إلى باريس في 2018.
وخلال السنوات الماضية بنى بن زايد علاقات قوية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكانت الإمارات العربية المتحدة في البداية جزءًا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ، وادّعت أنها تقاتل جماعة الحوثي المتمردة التي سيطرت في عام 2014 على معظم البلاد ، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ومنذ دخولها اليمن ، تحركت أبوظبي لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي يقاتل القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية حلفاء ظاهرياً في الصراع اليمني المعقد ، وقاتلوا معًا في الحرب ضد الحوثيين. ثم انقلب الانتقالي على الحكومة المعترف بها دولياً في أغسطس الماضي بدعم من أبوظبي، واستولى على مدينة عدن الساحلية.
بن زايد مسئول عن جرائم التعذيب لليمنيين
قدم ستة يمنيين شكوى إلى قاضي فرنسي في باريس متخصص في الجرائم ضد الإنسانية.
وقال محاميهم جوزيف برهام لوكالة فرانس برس ان “موكلي يرحبون بفتح هذا التحقيق ولديهم امل كبير في العدالة الفرنسية”.
وتركز شكوى اليمنيين على ادعاءات بالتعرض للتعذيب في مراكز الاعتقال التي تسيطر عليها الإمارات على الأراضي اليمنية.
ووجهت الشكاوى الاتهام لبن زايد ، بصفته القائد العام للقوات الإماراتية ، بتوفير “الوسائل والأوامر لتنفيذ هذه الانتهاكات”.
وبمقدور القضاء الفرنسي، عندما يتعلّق الأمر بالجرائم الكبرى، أن يلاحق ويدين أشخاصا متهمين بهذه الجرائم غداة تواجدهم فوق التراب الفرنسي. ويمكن لشكايات الحق المدني أن تؤدي إلى فتح تحقيق قضائي وتكليف قاضي تحقيق بالقيام بالتحريات.
وشهدت حرب اليمن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ، وتشريد ما يقدر بأربعة ملايين شخص ، وجعلت 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الأزمة في اليمن هي “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” ، حيث أعاقت المدفعية الثقيلة والضربات الجوية الوصول إلى الرعاية الصحية وزادت الضغط على المرافق القليلة التي لا تزال تعمل بطاقتها القصوى.