أدان الائتلاف الوطني الجنوبي، واستنكر بشدة ما أقدم عليه ما يسمى المجلس الانتقالي من تمرد مسلح في مدينة عدن، ومحاولة نشر الفوضى والعنف، والإصرار على استمرار انقلابه على الشرعية، ورفضه لاتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية، ويعتبر ذلك تحدياً للشعب وللشرعية، وقيادة المملكة راعية الاتفاق.
وأكد الائتلاف في بيان له أن هذه الحماقة التي أقدم عليها الانتقالي لهي تعدٍ صارخ على صلاحيات رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي، وخدمة لمشروع الانقلاب الحوثي، ومحاولات بائسة لقمع الاحتجاجات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن الباسلة، التي خرج أبناءها تنديداً بالانتقالي والحكومة الذين كانا سبب ما تعيشه من غياب الأمن وانعدام الخدمات.
وأشار إلى أن حالة البؤس التي تلقي بظلالها على المدينة المنكوبة تأتي انعكاساً لفشل الحكومة في تحسين الاوضاع والقيام بواجباتها مما ادى لاستغلال الانتقالي للاوضاع وممارسة العبث والتحكم بالعاصمة عدن ومصير أهلها.
وحمل الائتلاف ما يسمى بالانتقالي المسئولية الكاملة عن نتائج قراراته المتهورة التي تقوض المشروع الوطني، وتستهدف جهود تحالف دعم الشرعية في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، معتبرًا هذه الخطوة محاولة بائسة للانقلاب على اتفاق الرياض وإطالة أمد الأزمة وخدمة المليشيات الحوثية، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الاتفاق باعتبار ان ذلك سيكون مدخلا لإجراء إصلاحات جوهرية تفضي إلى إنهاء حالة الضعف والانهيار التي تعيشها الحكومة وتهيئ لتعزيز سلطة الدولة وتعيد الاعتبار للشرعية وتساهم في تفعيل أجهزتها المختلفة وتنهي حالة الفساد المعشعشة في مؤسساتها.
مؤكدا أن التطورات المؤسفة التي حدثت في العاصمة المؤقتة عدن وأعمال الفوضى والعنف التي يمارسها الانتقالي طوال الفترة الماضية، والعبث بالعاصمة عدن ومؤسسات الدولة كانت نتاجاً طبيعياً لأداء الحكومة الهزيل وتعطيل رئيس الحكومة لاعمال الوزارات ومصادرة قرارها وإحداث شرخ عميق بين أعضائها.
مضيفًا ان الموقف الضبابي لرئيس الحكومة من انقلاب الانتقالي ادى الى تقويض الشرعية، ولا يستغرب الائتلاف صمت الحكومة المطبق الذي التزمته حيث لم تحرك ساكناً إزاء هذا العمل العدواني والإعلان الذي يهدد كيان الدولة اليمنية، فهي من التيه لدرجة أنها ذهبت سابقا لمعاقبة الأصوات الوطنية التي كان لها موقف مشرف في احداث اغسطس الماضي والذي يعد ما يجري حاليا امتداد لها “أمثال الميسري والجبواني” الذين يتم معاقبتهم واستهدافهم من رئيس الحكومة شخصيا.
وفي هذا السياق اعتبر الائتلاف استهداف هذه الأصوات الوطنية خدمة مجانية تقدمها الحكومة لمليشيات الانتقالي ويعطي رسالة سلبية لكل صوت وطني وقف ضد الانقلاب ان مصيره سيكون مثل مصير القيادات الشجاعة، وفي المقابل يخدم اجندة الانتقالي ومن يقف وراءه ويهيئ لمشاريع تفت في عضد الشرعية.
ودعا الائتلاف كل أبناء الوطن وفي المقدمة أبناء المحافظات الجنوبية للالتفاف حول الشرعية، وافشال كل مشاريع العنف والعبث والفوضى التي يكتوي بنارها أبناء الوطن، فيما العابثون يتاجرون بالقضايا ويتكسبون من الشعارات المستهلكة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كما يدعو رئيس الجمهورية إلى الوقوف بحزم إزاء هذه الفوضى وانهاء حالة الضعف والارتباك التي تعيشها الحكومة، والدعوة موجهة لكل القوى السياسية للوقوف على هذه التطورات المؤسفة وقراءة الأسباب التي أدت اليها والعمل على معالجتها.
وأشاد الائتلاف بوعي الشارع المدرك للمآلات السيئة التي تريد قوى العبث والفوضى أن تسوق الجنوب إليها، وهو ما عكسته الاحتجاجات الشعبية المتعطشة للاستقرار والمناهضة لمشاريع الوصاية والعنف والفوضى، مشددا على أن عدن تستحق ما هو افضل من هذا الوضع المزري وحالة الفوضى والقتل والاغتيالات التي أحالت سكينتها إلى قلق وأفقدت عدن الكثير من الفرص الثمينة التي كانت كفيلة بتغيير وجهها.
وتطلع الائتلاف إلى اضطلاع المملكة العربية السعودية بدور حيوي في إنهاء حالة الفوضى التي تسببت فيها مليشيات الانتقالي، معبرا عن ثقته في مواقفها الداعمة للشرعية وحرصها على أمن واستقرار اليمن.