تتعدد الفوائد التي يجنيها الفرد من ممارسة الرياضة، ولا تتوقف تلك الفوائد على الفوائد الصحية فقط، كمواجهة مخاطر الإصابة بالسكري أو الأزمات القلبية أو البدانة، وإنما تمتد أيضًا لفوائد نفسية، منها تخفيف الضغط والشعور بالسعادة.
1- تحسين النوم
تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين النوم لديك، وفي هذا الصدد كشفت دراسة أن ممارسة الرباضة المنتظمة تحسن نوعية النوم، سواء لأولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم، وفقًا لدراسة علمية تعود لعام 2012 أو الذين لا يعانون من تلك المشاكل، وفقًا لدراسة علمية تعود لعام 2010.
وعن التوقيت الأنسب لممارسة الرياضة، أفادت دراسة علمية تعود لعام 2011، تدرس العلاقة بين توقيت أداء التمارين وممارسة الرياضة، وبين النوم، أن المشاركين الذين مارسوا الرياضة بعد الظهر ناموا بشكل أفضل عن أولئك الذين مارسوها صباحًا، في حين ذهبت دراسة أخرى إلى عدم وجود فارق ملحوظ على النوم مع اختلاف توقيت ممارسة الرياضة، فجميع المشاركين استفادوا من ممارسة الرياضة في النوم بشكل متشابه.
2- تطوير الإبداع
ابتعد قليلًا عن الأريكة التي تجلس عليها وتحرك ومارس الرياضة، فإنها تطور الإبداع، ويعد مارك زوكربرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من أكثر رواد الأعمال الذين يؤمنون بأهمية الرياضة والمشي والتحرك خلال اليوم، ويوظفون فوائد ممارسة الرياضة، وفي 2015، أنشأ مارك حلقة من نصف ميل على سطح مقار فيسبوك بكاليفورنيا، حتى يتمكن العاملون من تنظيم اجتماعات وهم يمشون.
عُرف كل من ستيف جوبز مؤسس شركة آبل، ومارك زوكربرج مؤسس فيسبوك، بعقد بعض الاجتماعات أثناء المشي للوصول لبعض الأفكار الإبداعية، وهو أمر له أساس علمي؛ إذ أجرت جامعة ستانفورد الأمريكية دراسةً تعود لعام 2014، تقارن بين دور الجلوس في مقابل المشي، في تحسين الإبداع.
وجرت الدارسة على 176 طالبًا تعرضوا لاختبارات قياس التفكير الإبداعي، وقياس مستوى الإبداع أثناء المشي في مقابل الجلوس، وكشفت الدراسة أن المخرج الإبداعي للمشي كان أفضل في المتوسط بنسبة 60% من الجلوس.
3- زيادة التركيز
يمكن لحصة رياضة بسيطة يوميًا أن تصنع الفارق وتزيد التركيز؛ إذ تفيد دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن ممارسة حصص رياضة تتراوح من 10 إلى 40 دقيقة، تؤدي إلى زيادة التركيز الذهني والانتباه، وتلفت إلى أن نزهة سريعة من المشي لها فوائد كبيرة على التركيز والإنتاجية والصحة العامة.
وفي كتاب للدكتور جون راتي، أستاذ مساعد في الطب النفسي بكلية هارفارد للطب، عن تأثير ممارسة الرياضة على العقل، أفاد راتي أن ممارسة الرياضة وأداء التمارين تساعد على زيادة التركيز ساعتين أو ثلاث ساعات بعد الانتهاء منها.
4- الشعور بالسعادة
تساعد ممارسة الرياضة على الشعور بالسعادة، ففي دراسة ذكرها شون أشور، في كتابه The Happiness Advantage، خضعت ثلاث مجموعات من المرضى بالاكتئاب إلى العلاج، الأولى من خلال الدواء فقط، والثانية عولجت بمزيج من الدواء والتمارين معًا، والثالثة من خلال التمارين الرياضية فقط، وأظهرت المجموعات تحسنًا مشابهًا بالبداية في مستوى السعادة لهم، ولكن بمرور الوقت تباينت نسب الانتكاسة بشكل كبير.
فبعد مرور ستة أشهر، أظهرت التجربة أن 38% من المجموعة الأولى انتكسوا وعادوا للاكتئاب مرة أخرى، وقلّ معدل الاكتئاب للمجموعة الثانية ليصل إلى 31%، أما عن المجموعة الثالثة التي اعتمدت على ممارسة الرياضة فقط، فقد صنعت فارقًا ملحوظًا؛ إذ لم تتعدّ نسبة الانتكاسة فيها 9%، وهو ما يظهر أثر الرياضة الكبير في الشعور بالسعادة ومواجهة الاكتئاب.
5- تخفيف الضغط
ينصح بأداء التمارين وممارسة الرياضة بشكل شبه يومي لتقليص الضغط، إذ كشفت دراسة لجامعة هارفارد تعود لعام 2011، أن التحرّك والتمرين وممارسة الرياضة كلها عوامل تساعد على تقليص هرمونات الضغط مثل الكورتيزول والأدرينالين، وتثير هرمون الإندورفين الذي يساعد على تخفيف الضغط وتحسين المزاج بشكل عام، كما كشفت دراسة أخرى أحدث تعود لعام 2012 أن التمرينات البدنية تساعد الناس على التخلص من الضغط والتوتر.
6- هدوء أكثر
يُعَدّ أداء التمارين الرياضية ولو لفتراتٍ وجيزة، عشر دقائق مثلًا، من الطرق التي تساعد على تحسين القدرة على التحكم في الذات، إذ تظهر دراسات علمية أن تلك المدة من أداء التمارين تحسِّن من تدفق الدم، الذي يوصل بدوره الأكسجين إلى قشرة الفص الجبهي.
صورة تظهر دور الفص الجبهي في الانتباه والاستجابات العاطفية والسلوكية (نقلًا عن موقع فاست كومباني).
تلك القشرة هي المسؤولة عن المستويات الوظيفية الأعلى للعقل، مثل اتخاذ إجراءات تمكنك من التحكم في ذاتك لتحقيق أهدافك، وتتحكم تلك القشرة أيضًا في الانتباه، والاستجابات العاطفية، والسلوك والتقييم واتخاذ الأحكام، كما تساعد تلك التمارين على إفراز حمض الجابا ذلك الناقل العصبي الذي يجعل الدماغ يشعر بالهدوء، مما يجعلك أكثر تحكمًا في دوافعك.
7- الاستمتاع بالعمل
حاول أن تخصص جزءًا من وقتك يوميًا أو أسبوعيًا لممارسة الرياضة وإجراء التمارين التي تفضلها، إذ ينعكس ذلك بالإيجاب على مستوى السعادة بالعمل مما يُحفزك لأدائه، وفي هذا الصدد أجرى بنيامين وينجي، وداركو جيكاوك، الباحثان في علم النفس دراسة تعود للعام الماضي، كشفت أن الأشخاص الذين يستمتعون بعملهم أكثر مواظبة على ممارسة الرياضة، من الأشخاص الذين لا يستمتعون بعملهم.
8- مواجهة مرض السكري
بالإضافة إلى الفوائد النفسية والتي تنعكس على الصحة البدنية بشكل غير مباشر، توجد العديد من الفوائد الصحية المباشرة لممارسة الرياضة؛ إذ تساعد الرياضة على مواجهة مرض السكري المزمن، فالممارسة تساعد الإنسولين على العمل بطريقة أفضل في الجسم، مما يجعل المرضى بالسكري يستفيدون بالحد الأقصى للإنسولين الموجود في الدم، كما أن النشاط البدني يُقلص مخاصر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
9- تجنب الأزمة القلبية
يوجد علاقة بين مخاطر الإصابة بالأزمة القلبية، وزيادة معدل حرق الطاقة الذي ينتج عن النشاط البدني وممارسة الرياضة، وهذه العلاقة عكسية، فكلما قلّ النشاط البدني زادت مخاطر الإصابة بالأزمة القلبية، والعكس صحيح.
ويدعم هذا الاتجاهَ دراسةٌ علمية أجرتها جامعة هارفارد، وتعود لعام 1978، وكشفت أن الرجال الذين يقل معدل حرق الطاقة لديهم عن ألفي سعر حراري أسبوعيًا، أكثر عرضة للإصابة بأزمة قلبية بنسبة 64% عن زملائهم الذين لديهم معدل حرق للطاقة أكبر.
10- مواجهة البدانة
تعد البدانة واحدة من أكثر المشاكل التي يعاني منها الملايين حول العالم، وتؤثر سلبًا على الصحة العامة، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة، ومن أشهر المميزات التي تتمتع بها الرياضة هي قدرتها على مواجهة البدانة، فممارسة الرياضة تحرق السعرات الحرارية والدهون، مما يقلص الوزن ويواجه خطر البدانة وما قد يتتبعها من أخطار صحية، وبالإضافة إلى الفوائد الصحية للرياضة في هذا الصدد، فإنها أيضًا تحسن من مظهر جسدك العام، وتجعله أكثر لياقة.