فرضت قوات الأمن المصرية، إجراءات أمنية غير مسبوقة في عدة مدن مصرية، وأغلقت عشرات الطرق وبعض محطات المترو، إلى جانب إغلاق مواقف النقل الرئيسية بين القاهرة والمحافظات، في محاولة لمنع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وقال شهود عيان، إن قوات الأمن أغلقت الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، وأحكمت قبضتها بشكل كامل على حركة المرور، وقامت باعتقال عدد من المتظاهرين، مؤكدين أن الإجراءات الأمنية استهدفت عزل القاهرة عن باقي المحافظات في محاولة لمنع الاحتجاجات بـ “جمعة الخلاص”.
وأطلقت قوات الأمن المصري، الخرطوش، والغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين في محافظة الجيزة، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، كما اعتقلت عدد من المتظاهرين.
وعقب صلاة الجمعة، انطلقت تظاهرات احتجاجية في عدة محافظات مصرية، تطالب بإسقاط النظام الحاكم، ورحيل السيسي، مرددين هتافات منها: “إرحل يا بلحة”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، و”عيش حرية.. عدالة اجتماعية”، و”سلمية.. سلمية”، “يسقط يسقط حكم العسكر”.
وشهدت بعض المدن والأحياء في محافظات الأقصر، وقنا، والمنيا، والجيزة، حتى الآن، مظاهرات احتجاجية شارك فيها المئات، وذلك ضمن فعاليات ما يُعرف بـ”جمعة الخلاص”.
وفضت قوات الأمن المصرية تظاهرة تطالب برحيل السيسي، في مركز الصف بالجيزة وحلوان وتعتقل عددا من المحتجين.
اعتقالات
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية عن تشويش نظام الانقلاب بمصر على شبكات الإنترنت، وحجبه مواقع إخبارية، فيما طالت اعتقالات “حراك سبتمبر” نحو ألفي شخص.
جاء ذلك في تقرير لها نشرته الجمعة، بالتزامن مع ترقب في البلاد لدعوة معارضين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى النزول للشوارع ضد رئيس النظام، عبد الفتاح السيسي.
وأوضح التقرير أن النظام اعترف باعتقال ألف شخص، إلا أن العدد بلغ الضعف، وذلك منذ أن بدأ الحراك الجمعة الماضية، 20 أيلول/ سبتمبر الجاري.
ونقل التقرير عن “سارة ليا ويتسن”، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: “يبدو أن الاعتقالات الجماعية للحكومة والقيود المفروضة على الإنترنت تهدف إلى إخافة المصريين من الاحتجاج، وتركهم في الظلام وسط ما يحدث بالبلاد”.وأضافت، “إن الحملة على الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، تشير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مرعوب من انتقادات المصريين”.
وتابع التقرير أن من بين المعتقلين صحفيين وسياسيين، إضافة إلى 68 امرأة وعدد غير محدد من الأطفال.
دعوة للتظاهر ضد السيسي
وعبّر “المجلس العربي للدفاع عن الثورات الديمقراطية” عن تضامنه الكامل ودعمه للحراك الشعبي في مصر، داعيا المصريين للمشاركة بكثافة في التظاهرات، مع توخي السلمية وتجنب الاحتكاك بقوات الأمن.
وقال المجلس في بيان له، الجمعة، اطلعت عليه “عربي21” إن على المصريين النزول إلى الشوارع “حتى يكسروا جدار الخوف الذي يريد النظام تأبيده، ويثبتوا أن إرادة الشعب أكبر من أي قمع أو تخويف، ويظهروا للعالم مدى تمسك الشعب المصري العظيم بحريته وحقوقه المشروعة”.
كما دعا القوات المسلحة المصرية إلى “الانحياز إلى الشعب، وتجنب استعمال القوة ضد المحتجين السلميين، وتجنيب البلاد فتنة جديدة ودماء كثيرة، مثلما حصل في صائفة 2013 عندما انقلب السيسي على الديمقراطية”.
وندّد المجلس العربي، الذي يترأسه الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، بحملة الاعتقالات التي قام بها نظام السيسي الذي وصفه بالمتهالك، والتي طالت “نشطاء، وسياسيين، وأساتذة جامعات، على رأسهم الدكتور المفكر حسن نافعة صديق المجلس”.
كما عبّر المجلس عن ثقته الكاملة في “رجاحة العقل الجمعي للشارع المصري، وفي نضج هذا الحراك الشعبي المتزايد، وقدرته على فرض احترام حقوق الشعب، وإطلاق سراح المساجين السياسيين، وفسح المجال أمام عودة المهجّرين، وإنهاء الدكتاتورية الدموية الفاسدة التي ترزح تحتها مصر منذ سنوات، وإعادة مصر الى قلب التأثير والتغيير في الأمة العربية”.
يذكر أن المجلس هو منظمة غير حكومية عربية تأسست في تونس عام 2014، بهدف “الدفاع عن قيم الثورات العربية والدفاع عن حق الشعوب في اختياراتها الحرة، وترسيخ الثقافة الديمقراطية في المنطقة العربية ودعم الحريات وحقوق الإنسان والقضايا العادلة في المنطقة العربية، وتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية”، بحسب البيان التأسيسي للمجلس.