تعيش العاصمة المؤقتة عدن أوضاعاً غير مسبوقة لا سيما بعد استكمال سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا على المحافظة.
وأصدر تجمع شباب عدن للحقوق والحريات إحصائية بعدد جرائم الانتهاكات التي ارتكبت في عدن خلال الاحداث الأخيرة والتي طالت مواطنين اغلبهم من المحافظات الشمالية على يد مليشيا المجلس الانتقالي.
وقال “تجمع عدن” المدافع لحقوق الإنسان في بيان صحافيّ إنَّ: “الاشتباكات تسببت بمقتل ستة عشر شخصاً بينهم أطفال دون السن القانوني فيما جرح أربعمائة وخمسين شخصًا.
وذكر تجمع عدن الحقوقي إنهُ قد تم ترحيل الفين وأربعمائة شخص بشكل قسري وغير قانوني وشردت أكثر من ألف أسرة وعائلة ودمرت الف ومائتي بسطة تجارية بين الحرق والإتلاف التام وإغلاق أكثر من ثلاثة واربعين كافتيريا شعبية وإغلاق أربعة عشر مطعما فيما تم إغلاق الف وسبعمائة محل تجاري بمختلف مديريات مدينة عدن.
كما تحصل التجمع الحقوقي على معلومات تفيد بفرار أكثر من ستمائة أسرة وعائلة تاركين أغلب ما يملكونه من منازل ومقتنيات شخصية ضمانًا لسلامة أسرهم وأطفالهم من القتل والاساءة.. ومنعت مليشيا المجلس الانتقالي ستة آلاف مواطن من دخول عدن.
وأضاف البيان أن المسلحين نهبوا عشرات الملايين من النقود والآلاف من الهواتف النقالة وممتلكات ومقتنيات شخصية ثمينة وأخرى عادية كأدوات المطبخ من عدة منازل تابعة لمواطنين.
أزمة صحية:
كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية تعاني منه المستشفيات في عدن جنوبي اليمن.
وقالت اللجنة في بيان صحفي الثلاثاء نشرته على تويتر إن “مستشفيات مدينة عدن تكافح لمواصلة عملها وهي بأمسّ الحاجة إلى الإمدادات الأساسية بعد أيام من القتال خلّفت أعدادا كبيرة من القتلى ومئات الجرحى”.
وأضافت “تعذّر على الكثير من الجرحى الذين بقوا عالقين بسبب الاشتباكات الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية فلقى بعضهم حتفه”.
وذكرت أن فريقا ميدانيا تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) زار الإثنين مستشفيين وزوّدهما بمستلزمات جراحية تكفي لعلاج 100 جريح إضافة إلى فرش ونقّلات وأكياس للجثث.
ونقل البيان على لسان رئيس مكتب بعثة اللجنة الدولية في عدن ماتياس كامف أن “القتال الذي استمر 72 ساعة كان يدور بالأسلحة الثقيلة ويشتد في ساعات النهار”.
وتابع “بقي 200 ألف شخص على الأقل دون مياه صالحة للشرب بسبب تدهور الأوضاع”.
ووفقا لماتياس فإن تداعيات النزاع المستعر في أنحاء شتى في اليمن وتدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية تكبّد السكان اليمنيين أضرارا فادحة.
وأوضح “ما حدث لسكان مدينة عدن ليس حالة منعزلة بل هو يحدث كل يوم في جميع أنحاء اليمن ولابدّ من اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لوضع حّد لمعاناة السكان”.