أعلن نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، اليوم الأربعاء، حالة النفير العام لمليشيات الإنفصال المدعومة إماراتياً، بغرض إخراج الحكومة الشرعية من العاصمة المؤقتة عدن.
جاء ذلك عقب تشييع جثامين القتلى الذين سقطوا في هجومين متزامنين يوم الخميس الماضي، أحدهما استهدف معسكر الجلاء بمديرية البريقة غرب عدن عبر صاروخ حوثي، والآخر عبر سيارة مفخخة استهدفت مركزاً شرطياً بمديرية الشيخ عثمان شمالي المدينة.
وعقب الإعلان شنت مليشيات الحزام الأمني هجوماً موسعاً على قوات ألوية الحماية الرئاسية في محيط قصر المعاشيق، المقر الرئيسي للحكومة الشرعية جنوب عدن، في محاولة لاقتحام المربع الحكومي.
وقتل حتى الآن شخص وأصيب ثلاثة آخرين الأربعاء، باشتباكات بين ميليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات، والحرس الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن.
وكانت الحكومة قد قالت في وقت سابق أنها قامت بنشر قواتها في المواقع الهامة تحسباً لأي طارئ في محيط قصر المعاشيق ومديرية كريتر وعدد من المناطق الأخرى، في حين أكد مصدر حكومي يوم أمس أن الحكومة رصدت ترتيبات تجريها مليشيات المجلس الانتقالي لاقتحام قصر المعاشيق.
- خطة مدبرة
ويرى مراقبون ضالعون في المشهد المحلي أن تحركات “الانتقالي” وقات الحزام الأمني تأتي متناغمة مع خطة كانت قد رسمتها الإمارات في وقت سابق للانقلاب على السلطة الشرعية في عدن، بغرض إكمال هيمنتها على مختلف مدن الجنوب اليمني.
وفي هذا الصدد قال الصحفي أحمد السلامي: ما نشاهده الآن هو نسخة مكررة من محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها الإمارات عبر مرتزقتها ضد الشرعية والرئيس هادي في عدن في مطلع عام 2018م.
مضيفاً: في تلك المرة تلقت الإمارات هزيمة موجعة لكن يبدو أن أطماعها لم تتوقف أبداً ومنذ ذلك التاريخ بدأت التحضير لانقلاب آخر. ويبقى التساؤل هنا عن قدرة الشرعية على صد هذه المحاولة أيضاً.
أما الروائي مروان غفوري فقد لمح في منشور له رصده “عدن نيوز” الى أن الخطة التي ينفذها الانتقالي حالياً مفضوحة ومكشوفة، وأن حادثة مقتل القيادي الانفصالي البارز أبو اليمامة كانت خطوة ضرورية لإيجاد ذريعة لهذا التحرك الجاري في عدن.
وقال غفوري: قصف الحوثيون معسكر الجلاء وقتلوا أبوا اليمامة، لكن بن بريك اتهم الإصلاح والشرعية بأنهم من قام بذلك.
مضيفاً بلهجة تهكم وسخرية: بما إن الحوثيين هم من هاجم معسكر الجلاء وقتل أبا اليمامة [أبو اليمامة]، فإن الإصلاح هو من هاجم المعسكر وقتل أبا اليمامة [أبو اليمامة]. نستنتج من ذلك أن الحكومة الشرعية هي من قتلت أبا اليمامة [أبو اليمامة] وبالنتيجة فعلينا مهاجمة الألوية الرئاسية في عدن لأنها تتبع هادي، وهو من قتل أبا اليمامة [أبو اليمامة]!! .
- سباق سعودي إماراتي
تشير التطورات المتلاحقة في عدن الى تنامي الخلاف السعودي الإماراتي في إدارة الصراع في اليمن، خاصة مع تحركات الإمارات الرامية لإسقاط الحكومة الشرعية التي تتلقى دعماً سعودياً ثابتاً.
ويبدو أن حجم الاستياء السعودي إزاء الإمارات وصل لمستوى كبير، ترجم على الأرض بتحركات سعودية متسارعة لإحداث تغيير في موازين القوة العسكرية في عدن، بعد أن أعلنت الإمارات سحب وحداتها العسكرية من اليمن الشهر الماضي.
ويوم الثلاثاء الماضي أرسلت المملكة رتلاً عسكرياً مكوناً من نحو 30 ناقلة تحمل على متنها مصفحات وعربات عسكرية، سلكت طريق “حضرموت شبوة” في طريقها إلى عدن بعد مرورها من المنفذ الحدودي بالوديعة.
هذه الشحنة الجديدة من الآليات جاءت بعد أسبوعين من وصول قوات مماثلة عبر الخط الساحلي الممتد من حضرموت إلى عدن قبل أيام، وهو ما يشير إلى عزم سعودي متزايد لوقف العبث الذي تمارسه الإمارات عبر أذرعها الانفصالية المتسلحة في عدن.
كما يرى مراقبون بأن هذه التعزيزات جاءت نتيجة للتفاهمات التي أعلن عنها وزير الداخلية، أحمد الميسري، بعد لقاءه قيادات سعودية في زياته الأخيرة للمملكة، فيما يراها البعض أنها آليات لتأمين عقد جلسات مجلس النواب عبد عيد الأضحى، وهو ما لا تريد الإمارات حدوثه، وتستعجل مليشياتها للإطاحة بالحكومة الشرعية قبل أن تتمكن السعودية من ترجيح كفة الدولة اليمنية.
- تنديد شعبي
وعقب التحركات الأخيرة لمليشيات الحزام الأمني في كريتر اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بردود الفعل الشعبية والعربية المناهضة بشدة لهذه الحركة الإنقلابية.
وفي هذا الصدد غرد المحلل السعودي سليمان العقيلي في تويتر قائلا: طائرات حربية سعودية تحلق فوق سماء عدن لمراقبة الوضع بعد تهديدات من مليشيات دربتها احدى دول التحالف باقتحام القصر الرئاسي ( !!؟ )، في إشارة إلى ضلوع الإمارات في هذه المؤامرة.
في حين قال مستشار الأمير أحمد آل سعود أن ” أكبر خطيئة ارتكبها التحالف العربي بقيادة المملكة تحالفها مع من لايعي معنى التحالف والإخاء والعهد والميثاق”.
مضيفاً: وحدة اليمن أمننا جميعا وسيبقى موحداً بإذن الله بعزيمة أبنائه ونحن من ورائهم إن شاء الله.
من جانبه قال البرلماني اليمني شوقي القاضي: باختصار.. حافظوا على وجود وفاعلية الأحزاب السياسية المدنية (المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري والبعث والعدالة والبناء والتنمية والنهضة والـ…) فإنها العاصم من تغوُّل المليشيات والعصابات والمرتزقة وجماعات العنف والإرهاب وعيال الشوارع الذين تستقطبهم مخابرات الإقليم لتدمير أوطانهم.
وقال الأكاديمي الكويتي، الدكتور فائز النشوان أن “الرئيس هادي ليس فقط يضفي شرعية للدولة اليمنية بل وجوده هو أساس شرعية التحالف ولست أبالغ لو طالبت بأن يوضع بمكان آمن لا يصله أي مكروب قد يؤثر على صحته فلو حدث له مكروه لا سامح الله سينعكس ذلك سلباً على ملف اليمن برمته أما أهل الأجندات والمشاريع فلا يهمهم لا يمن ولا يمنيين ولا تحالف”.
وأشار مستشار وزارة الإعلام اليمنية مختار الرحبي الى الموقف السعودي المساند للشرعية قائلا: شكرا للمملكة العربية السعودية دائما ما تقف مع اليمن في أحلك الظروف اليوم تقف بكل إمكانياتها مع الدولة والشرعية أمام محاولات مليشيات المجلس الانتقالي الانقلاب على الدولة لذلك بدأت أصوات وابواق الانتقالي بمهاجمة المملكة العربية السعودية.