نجحت المملكة العربية السعودية في حشد دول العالم العربي والإسلامي لإدانة السلوك الإيراني الهدام في المنطقة، وتحميل النظام الإيراني مسؤولية التوترات الحالية في الشرق الأوسط.
وتفصيلاً، شدد بيان لدول مجلس التعاون الخليجي، وآخر منفصل، صدر بعد القمة الموسعة، على حق السعودية والإمارات في الدفاع عن مصالحهما بعد تلك الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات ومحطتَيْن لضخ النفط في السعودية.
وقال الملك سلمان خلال الاجتماعَين المتتاليَين اللذين عُقدا في ساعة متأخرة من مساء الخميس: “لا بد من الإشارة إلى أن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك، والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم”.
وأضاف الملك سلمان: “إن تطوير إيران قدراتها النووية وصواريخها الباليستية، وخطرها على إمدادات النفط العالمية، يهدد أمن المنطقة والعالم”.
وتابع: “إن السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة، وتجنيبها ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار”.
وواجه النظام الإيراني تسونامي من خطابات التنديد والإدانات من دول العالم، وهو الأمر الذي تسبب في إرباك الموقف الإيراني حول طريقة التعامل مع الأزمة الجديدة.
وأصدرت إيران بيانًا رسميًّا، يدين بيانات القمة العربية والخليجية موجهًا اتهامات غير لائقة إلى السعودية بسبب تحشيدها ضد إيران.
لكن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف كان له موقف آخر، وخصوصًا بعد نجاح القمم في عزل النظام الإيراني، واستشعار خطورة السياسات الإيرانية الداعمة للإرهاب التي عزلتها عن محيطها تمامًا، وأعلن استعداده لزيارة السعودية من أجل تحسين العلاقات معها وفقًا لقناة العالم الإيرانية.
وتُعد هذه التصريحات مناورة جديدة من أجل تهدئة الغضب العربي والإسلامي من همجية النظام الإيراني التي وصلت حد استهداف مكة المكرمة بالصواريخ الباليستية.
وتفاعلت العديد من وسائل الإعلام الدولية مع أحداث القمم العربية والإسلامية التي كان عنوانها الرئيسي (الملف الإيراني المزعزع لاستقرار الشرق الأوسط). وقالت السي إن إن الأمريكية إن المملكة العربية السعودية نجحت في خلق موقف موحد ومشترك من القمتين العربية والخليجية ضد الاعتداءات الإيرانية، وألمحت إلى أن إيران وجدت نفسها أمام طوفان من الإدانات العربية والخليجية في قمم مكة التي تعتبر مَوطن المسجد المقدس للمسلمين.
ودانت طهران نتائج القمتين العربية والخليجية؛ إذ وجدت نفسها أمام مطالب واضحة بضرورة تغيير سلوكها المهدد لاستقرار المنطقة، وفقًا لبيانات القمتَين العربية والخليجية.
واعتبرت الاسيوشيتد برس أن المملكة العربية السعودية نجحت في إدانة أدوار طهران التخريبية على مستوى القمتَيْن العربية والخليجية، وعلى الرغم من أن العراق تحفَّظ على لهجة البيان الختامي إلا أن الرسالة كانت جادة جدًّا ضد سلوك إيران في المنطقة.
وأضاف التقرير بأن الملك سلمان أعرب عن أن يده ممدودة للسلام دائمًا، وانه يسعى لتجنيب المنطقة ويلات الحرب.
وجاءت القمم العربية والخليجية والإسلامية وسط توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
واتهمت الدول العربية والخليجية إيران باستهداف ناقلات النفط الإماراتية أمام ميناء الفجيرة الحيوي، كما حمل البيان اتهامات واضحة للنظام الإيراني الداعم للمليشيات الحوثية في اليمن بعد استهدافها مصافي للنفط في السعودية، ومنشآت مدنية.