بقلم - علي هيثم الميسري
من داخل صندوق زجاجي ألقى المحافظ المخلوع رئيس المجلس المجوسي عيدروس الزبيدي كلمته أمام بضعة آلاف إحتشدوا كقطيع أغنام في شارع الشهيد مدرم بالمعلا، ولم تخلو كلمته من الشعارات الثورية التي يدغدغ بها قطيع الأغنام الذين تفاعلوا معه بكل حماسية وثورية، وهم لا يعلمون بأنه يستخدمهم لصالحه كما إستخدمهم من قبله علي سالم البيض .
الغريب في الأمر أن هذا القطيع لم يتغير منذُ أن ركب الحراك الإيراني موجة الحراك الجنوبي السلمي، فالقيادات تغيرت بين حين وآخر أمثال علي سالم البيض وباعوم والجفري حتى وصل مؤخراً الراعي عيدروس الزبيدي الذي ظل صامتاً طوال فترة إدارته للمحافظة عدن حتى تم خلعه فخرج على هذا القطيع الذي لم يبارح مكانه ولم يتغير إلا من النبهاء الذين إنتبهوا من اللعبة الحراكية الإيرانية وإنسحبوا إلى غير رجعة .
هل سألوا أنفسهم عن سر تغير قياداتهم ولم تطبق الشعارات على أرض الواقع ؟ هل سألوا أنفسهم لماذا إنسحب الكثير من رموز القيادات الحراكية لها وزنها في الحراك الجنوبي السلمي أمثال صلاح الشنفرة وخالد مسعد والنوبة والكثير الكثير غيرهم ؟ هل سألوا أنفسهم أولئك الأغنام عن سر تحفظ تلك القيادات العتيقة بالإضافة إلى قائدهم الجديد عيدروس الزبيدي من إعلان الإنفصال الذي يتغنون به ؟ وهل سألوا أنفسهم إلى متى ستظل فعالياتهم الثورية مستمرة وهل سيتغير الحال على ماهو عليه ؟ .
كنا ننتظر من رئيس المجلس المجوسي عيدروس الزبيدي أن يعلن الإنفصال من داخل الصندوق الزجاجي ويعلن عن تحرك شعبي لإعادة البرميل على الحدود الذي أزاحه علي سالم البيض في العام 1990، ولكن للأسف كما قيل المثل: تيتي تيتي مثل مارحتي مثل ماجيتي، وكما قيل أيضاً في الأثر: راح أحور وجاب لنا ديك أعور، أتدرون لماذا ؟ لأن الأمر ليس بيده لإنه مجرد أداة تستخدمها القوى المعادية كما إستخدمت من قبله القيادات العتيقة وعلى الأخص علي سالم البيض الذي إختفى صيته .
ما شاهدناه اليوم في عدن سبق وشاهدناه في صنعاء، ففي صنعاء قائد ثوري لديه الكثير من قطعان الماشية، وفي عدن قائد ثوري أيضاً لديه الكثير من قطعان الماشية، في صنعاء خطيب ثوري يتفاعل معه القطيع مع كل خطبة، وفي عدن أيضاً خطيب ثوري يتفاعل معه القطيع مع كل خطبة، في صنعاء شعارات يرددها القطيع: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.. إلخ، وفي عدن شعارات ثورية يرددها القطيع: ثورة ثورة ياجنوب، في صنعاء صندوق زجاجي من داخله يلقي كلمته راعي القطيع على قطيعه، وفي عدن أيضاً صندوق زجاجي من داخله يلقي كلمته راعي القطيع على قطيعه، الخلاصة أن كل ما يحصل في عدن هو نسخة طبق الأصل لما يحصل في صنعاء، ما يوحي إلينا أن الفيلم واحد والمخرج واحد .