فاز المرشح الجمهوري اليميني «دونالد ترامب» في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأصبح، بالرغم مما يقال عن «عنصريته» الواضحة ضد المسلمين، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يبدو أن ترامب وحيد في هذا العالم، الذي يشهد صعودًا ملحوظًا للفاشية والعنصرية والديكتاتورية في الشرق والغرب.
فبجانب ترامب الذي يؤكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة منع المسلمين من دخول أمريكا، توجد رئيسة وزراء بريطانيا، «تريزا ماي»، التي وصلت إلى منصبها، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عقب حملة دعائية ارتكزت على خروج الأجانب والمسلمين الذي وصلوا إلى بريطانيا، بموجب وجودها في الاتحاد الأوروبي، وعقب الموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي، غزت بريطانيا موجة من العنصرية، دعى فيها مؤيدو الخروج، الأجانب والمسلمين إلى «العودة إلى بلادهم».
وبجوار بريطانيا في قارة أوروبا، توجد المجر التي يترأس وزرائها، «فيكتور أوربان»، الذي يتخذ موقفًا متشددًا ضد اللاجئين المسلمين، ويرفض نظام المحاصصة الإلزامي للاجئين والمهاجرين الذي أقره الاتحاد الأوروبي على دوله الأعضاء، وبالرغم من أن حصة المجر من اللاجئين، وفق نظام المحاصصة الأوروبية، تبلغ 1290 لاجئ، إلا أن أوربان يرفضها بشدة.
ويرى أوربان أن المهاجرين المسلمين الوافدين إلى أوروبا يشكلون «مشكلة»، ويقول «نفقد تاريخنا وقيمنا الأوروبية بشكل بطيء، لكن لا يمكن إيقافه، تمامًا مثل ضفدع رمي إلى ماء بدأ يغلي؛ فعداد المسلمين سيزداد كل يوم، وستصبح أوروبا في وضع يجعل من الصعب التعرف عليها». فيما اقترح «جريجوري شوبفلين» – العضو المجري للبرلمان الأوروبي، عن حزب «فيدز» الحاكم- باستخدام رؤوس الخنازير سياجًا لردع اللاجئين المسلمين من الوصول إلى المجر.
ومن الشرق كان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، من أقوى الداعمين لترامب، فدعمه أثناء حملته الانتخابية، وكان منأول المهنئين له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. ولازلنا في الشرق حيث تتكاثر الديكتاتوريات والفاشيات: فيحكم كوريا الشمالية، الرئيس الشاب «كيم يونج أون»، الذي يُبدع في طرق إعدام من يُغفو قليلًا أثناء المحافل أو الاجتماعات الرسمية.
وبجانب يونج أون في دول منطقة شرق آسيا، يوجد «هتين كياو»، الذي ترأس ميانمار، في 30 مارس (آذار) الماضي، ويُعد أول رئيس مدني منتخب لميانمار، بعد 50 عامًا من الحكم العسكري، ويستمر في قمع الروهينجا المسلمين على أساس ديني.
أما في بلادنا العربية، فيوجد الرئيس السوري بشار الأسد الذي أسس للنظام الطائفي في سوريا، ولا يزال يتمسك بالحكم في سوريا، بالرغم من مقتل أكثر من 300 ألف شخص خلال الأعوام الماضية، ولا يزال يمطر معارضيه والمدنيين في بلاده بالبراميل المتفجرة. وفي مصر يوجد الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، الذي يرصد عدد من التقارير الحقوقية أنه يقمع من يعارضه، بالقتل أو الاعتقال أو الاخفاء القسري، وبالأخص من جماعة «الإخوان المسلمين» التي تعهد باستئصالها أثناء حملته الانتخابية.