لم يكن كشف الاعمال الاجرامية التي تقوم بها الامارات وادواتها في جنوب اليمن إلا مقدمة لعمليات لاحقة نفذتها الامارات في حق مسؤولين وقيادات سياسية ودعاة وأئمة مساجد وناشطين يمنيين قضوا على ايدي خلايا انشأتها الامارات وادواتها الاجرامية في عدن.
وكان موقع “بازفيد نيوز” الامريكي قد نشر تقرير مطول كشف فيه عن مرتزقة أمريكيين كانوا يعملون في اجهزة الاستخبارات والجيش جلبتهم الامارات الى اليمن لتنفيذ اعمال “قذرة” واغتيالات في حق ناشطين ومسؤولين يمنيين مناهضين لسياستها الاجرامية في المناطق اليمنية المحررة.
التقرير الذي نشره الموقع في اكتوبر الماضي سلط الضوء فيه على شركة خدمات عسكرية أمنية تعاقدت معها أبوظبي ومقرها في الولايات المتحدة الامريكية وهي مملوكة لرجل يدعى “ابراهام جولن” وهو متعاقد امني امريكي دنماركي من اصل يهودي والذي قاد واحدة من أولى عمليات التصفية التي امرت بها الامارات في ديسمبر من العام 2015.
كان من الطبيعي ان يرد اسم الامارات في عمليات قتل وتعذيب وسجن في اليمن سواء بطريقة مباشرة او عبر ادواتها ومرتزقتها التي جلبت من خارج الحدود إلا ان الجديد في الامر والملفت ان يظهر اسم “اسرائيل” في الوسط ودخولها على خط المواجهات في اليمن عبر الامارات التي تعاقدت مع خلية مرتزقة لقتل سياسيين يمنيين مناهضين لها.
استمرت علميات القتل التي نفذها المرتزقة بتمويل اماراتي منذ دخولها عدن مدينة العام 2015م وكانت عمليات الاغتيال التي تكلل بالنجاح تنسب لمسلحين مجهولين فيما تلك التي تفشل يتم التعتيم عليها وتمييع القضية من قبل الاجهزة الامنية التي تسيطر عليها الامارات في عدن عبر مرتزقتها المحليين.
الامارات الشريك الثاني في التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية شكلت خلايا سرية لتنفيذ عمليات القتل والاختطاف كما انشأت سلسلة من السجون السرية واودعت فيها المئات من الناشطين والصحفيين والحقوقيين اليمنيين المناهضين لها فضلا عن عمليات تعذيب وحشية تنفذها اجهزة الامن المسيطرة على تكل السجون والتي تعمل بأوامر قائد القوات الامارتية في عدن “ابو خليفة” الذي اصبح ذكر اسمه مداعاة للخوف والموت.
سجل أبو طبي الذي بات حافلا بجرائم شتى في اليمن من القتل والتعذيب الى تأسيس وادارة سجون سرية تمارس فيها ابشع انواع جرائم العصر غير مبالية بهذا السجل المخزي ما زال مفتوحاً ولا زالت الامارات تمارس ألاعيبها القذرة تحت غطاء التحالف العربي لكسر هيبة وسيادة اليمن وتمزيق نسيجة الاجتماعي ونشر الفوضى وملشنة الجيش والقوات الامنية وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ليسهل لها بعد ذلك السيطرة عليه والتحكم بموانئه ومطاراته ومقدراته كما هو الحال اليوم.
ينتظر الشارع اليمني خطوات جادة لمواجهة الصلف الاماراتي في الجنوب وتقديم قادات الامارات الذي يقفون خلف هذه الجرائم الى العدالة الدولية كمجرمي حرب واعلان موقف واضح من الاشقاء في المملكة عن المماراسات الاماراتية في حق أبناء الشعب اليمني.