قالت صحيفة “ناشينال إنترست” الأمريكية إن إيران باتت تشكل خطراً متزايداً على أوروبا، وهو ما يستدعي مزيداً من الإجراءات لمكافحة هذا الخطر الذي باتت تسببه.
وقال الكاتب توم ريدج في مقال له بالصحيفة، إن يناير الماضي شهد إلقاء السلطات الألمانية القبض على مواطن ألماني من أصل أفغاني بتهمة التجسس لمصلحة وكالة الاستخبارات الإيرانية، ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، فلقد سبقها كثير من تلك الحالات المشابهة، لتؤكد من جديدٍ وجود خطر كامن وراء تلك المحاولات.
وفي الصيف الماضي، يقول الكاتب، أُلقي القبض على أربعة أشخاص فيما يتعلق بمؤامرة إيرانية لتفجير عبوات ناسفة في تجمُّع كبير نظمته قرب باريس المعارَضةُ الإيرانية، حيث تمكنت السلطات الألمانية من إلقاء القبض على العقل المدبر لهذه المؤامرة وهو دبلوماسي إيراني رفيع المستوى يدعى أسد الله أسعدي، وتم تسليمه فيما بعد إلى بلجيكا، لمواجهة التهم التي وُجهت إليه.
وفي مارس الماضي، قُبض على ناشطَين إيرانيَّين آخرَين في ألبانيا كانا يخططان لشن هجوم على منزل عضو من جماعة “مجاهدي خلق” الإيرانية.
ويضيف الكاتب أن هذه المؤامرات، إلى جانب الاغتيالات الأخيرة ومحاولات الاغتيال، أيقظت السلطات الأوروبية لمواجهة التهديد المتصاعد المتمثل في الإرهاب الذي تدعمه إيران، ومع ذلك كانت الاستجابة السياسية بطيئة التطور.
وبعد فترة قصيرة من اكتمال التحقيقات بشأن العمليات التي تعرض لها معارضون إيرانيون، ومنها المخطط الذي كان يستهدف تجمعاً لمنظمة “مجاهدي خلق” المعارضة في باريس، ثبت أن إيران تقف وراء تلك العمليات، وهو ما استدعى فرض عقوبات أوروبية على وزارة الاستخبارات الإيرانية وبعض عناصرها المعروفين.
وفي عام 2018، انضمت فرنسا وألبانيا إلى هولندا، التي طردت دبلوماسيِّين إيرانيِّين، وهي خطوة وإن كانت مؤقتة فإنها في الطريق الصحيح، من وجهة نظر الكاتب.
ويؤكد توم ريدج أن مواجهة النظام في إيران يجب أن تكون على جبهات متعددة، مبيناً أن طهران لم تكتفِ بمحاولات قتل خصومها في أوروبا، وإنما أيضاً وسّعت نشاطها ليشمل محاولات التجسس على منشآت أوروبية، كما حصل في ألمانيا، التي أعلنت اعتقال شخص متهم بالتجسس على الجيش الألماني، ومحاولته رصد حركات القوات الألمانية في أفغانستان.
ويحذر من وصول مثل هذه المعلومات الخطرة إلى يد السلطات الإيرانية، قائلاً إنها عززت وجودها في أفغانستان، حيث يُعتقد أن إيران تزود “طالبان” بالأجهزة والأسلحة التقنية، على الرغم من أن إيران على خلاف مذهبي مع هذه الجماعة وغيرها من الجماعات السُّنية التي تقاتل في أفغانستان.
ويعتقد أن التظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام الإيراني والتي بدأت منذ أكثر من عام، يمكنها أن تدفع النظام إلى مزيد من هذه التصرفات التي تهدف إلى إسكات معارضيه في الخارج، رغم أن مثل هذه الاحتجاجات والتظاهرات تؤكد من جديدٍ إمكانية تغيير النظام، وهو ما يجب أن يدفع أوروبا إلى مزيد من الضغط ومواجهة التهديدات الإيرانية.
ويختم الكاتب مقاله قائلاً إنه من الممكن أن تقطع قمة وارسو المرتقبة، منتصف هذا الشهر، شوطاً طويلاً نحو تطوير استراتيجية منسقة لاحتواء إيران، ولكن هذا لن يكتمل ما لم يتم التواصل مع المعارضة الإيرانية في الداخل.