أثارت خريطة للعالم رسمت في عام 1513 حيرة العلماء، إذ إنها عُدّت غير منطقية ولا يمكن تفسيرها، رغم الدقة في رسم تفاصيلها، وهي بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية فإنها تم رسمها في القسطنطينية.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته “عربي21“، فإن الخريطة تم تجميعها ورسمها على يد الأميرال العثماني المسلم ورسام الخرائط أحمد محي الدين بيري، الشهير بالتركية باسم “بيري ريس” في القسطنطينية.
وتظهر الخريطة التي وصفتها الصحيفة بأنها “لا يمكن لأحد أن يفسر سبب وجودها” ساحل البرازيل، وجزرا عدة، يفترض أنها خالية من الجليد رغم أنها في القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا”.
ماذا يعني هذا؟
ومن بين الأمور الأكثر إثارة للاهتمام في الخريطة أنها مناطق يفترض أنها في القطب المتجمد الجنوبي، وهي ليست فقط خالية من الجليد، بل إنها تبدو أيضا مرتبطة بأمريكا الجنوبية.
وتقول هذه النظرية، التي يرأسها المؤرخ في هارفارد الدكتور هابغود، إن الخريطة يفترض بها أن تصور القارة القطبية الجنوبية من وقت ما قبل التاريخ الذي نعرفه. وهذا من شأنه أن يوحي بأن حضارة أقدم سنا ربما رسمت خريطة لساحل “أنتاركتيكا”.
وما يزيد الأمر إثارة، معرفة أن القارة القطبية الجنوبية اكتشفت في عام 1818، وليس في عام 1513 الذي رسم فيه الخريطة، وأثار تصوير الطوبوغرافيا في المنطقة غموضا حول أنه “كيف كان ريس بيري لديه معلومات عن القارة القطبية الجنوبية قبل تجمدها؟”.
هل من تفسير؟
واعترف ريس بيري، في مذكرة يتحدث بها عن الخريطة، أنه استخدم ما يقرب من 20 مادة كمصادر قبل رسمها، بما في ذلك الرسوم البيانية والخرائط من رسامي الخرائط التاريخيين والمعاصرين على حد سواء.
وعلق خبير على الخريطة، يدعى غريغوري ماكينتوش، بالقول إن التفسير الوحيد الممكن هو أن الكتلة البرية المعنية ليست تصويرا لأنتاركتيكا، إلا أن هذا التفسير مجرد نظرية لحل اللغز.
وأوضح أن القارة التي تظهر في الخريطة قد يقصد بها “Terra Australis” أي إنها قارة افتراضية ظهرت في العديد من خرائط العالم القديمة، في وقت كان يفترض فيه رسامو الخرائط وجود قارة في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية كموازنة مع كتلة الأرض في نصف الكرة الشمالي، قبل أن يتم اكتشاف القارة بالفعل.