صحيفة أمريكية تكشف وضع اللاجئين اليمنيين بكوريا الجنوبية

محرر 217 سبتمبر 2018
صحيفة أمريكية تكشف وضع اللاجئين اليمنيين بكوريا الجنوبية

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للصحافي تشو سانغ هون، يقول فيه إن جزيرة جيجو، التي تجذب السياح، وعادة ما تجذب المتزوجين حديثا لقضاء شهر العسل فيها، أصبحت اليوم تستقبل نوعا جديدا من الزوار من طالبي اللجوء اليمنيين الفارين من الكارثة في بلادهم.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن هاني الجنيد (37 عاما)، ويعمل صحافيا، هو واحد من هؤلاء الزوار الجدد، فيقول جنيد، الذي تسببت تقاريره بخلق أعداء كثر له بين المجموعات المسلحة: “ليس لي مكان آمن هناك أختبئ فيه”.

ويلفت الكاتب إلى أن الجنيد وصل إلى جزيرة جيجو قبالة السواحل الجنوبية لكوريا الجنوبية، في شهر أيار/ مايو، ولا يزال ينتظر السلطات في كوريا الجنوبية لتنظر في طلب اللجوء الذي قدمه، وقال: “سمعت أن كوريا الجنوبية مفتوحة لليمنيين”.

وتعلق الصحيفة قائلة إن هذا ليس دقيقا، حيث أن وصول مئات اليمنيين تسبب بخلق موجة من المعارضة، وهو ما أدى إلى ما يعد أول حركة منظمة معارضة للهجرة، فخلال مظاهرة في 30 حزيران/ يونيو في الجزيرة، هتف المتظاهرون قائلين: “دعونا نطرد اللاجئين الزائفين”، مشيرة إلى أن هذه المظاهرة تشكل جزءا من موجة غضب ضد المهاجرين اجتاحت البلاد، حيث قامت المظاهرات في جيجو وغيرها، بما في ذلك سيول خلال هذا الصيف.

وينوه التقرير إلى أنه تم إنشاء عريضة على الإنترنت، تطالب رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، بالتوقف عن قبول اللاجئين، وقام بتوقيعها 714 ألف شخص، وهو ما يعد رقما قياسيا لمثل هذه العريضة، لافتا إلى أن مون، وهو ابن لاجئين من كوريا الشمالية خلال الحرب، وعد بأن يقوم بمراجعة القوانين، وتشديد عملية الفرز لطلبات اللجوء.

ويفيد هون بأن شعبية الجزيرة، بصفتها قبلة للسياح الكوريين الجنوبين، بدأت تتراجع، فمع تحسن دخل الكوريين الجنوبيين، فإنهم بدأوا بالسفر بالطائرات للسياحة خارج البلاد، مشيرا إلى أنه لتشجيع السياحة فإن الجزيرة أعطيت إذنا عام 2002، للسماح للسياح الأجانب بدخولها دون تأشيرة سفر، وهو ما ملأ فنادقها بالسياح من الصين وجنوب شرق آسيا.

وتقول الصحيفة إنه عندما بدأت شركة طيران “إير آسيا” برحلات رخيصة من كوالالمبور إلى جيجو، فإن طالبي اللجوء اليمنيين تنبهوا إلى الجزيرة، التي رأوا فيها نقطة انطلاق نحو الأراضي الكورية الجنوبية الرئيسية، حيث لا يحتاجون تأشيرة لدخول الجزيرة.

ويذكر التقرير أن آلاف المدنيين فروا إلى ماليزيا؛ لأنها مسلمة، ولأنهم لا يحتاجون لتأشيرة زيارة، إلا أنه لا يسمح لهم بالبقاء أكثر من 90 يوما، ولا تمنحهم ماليزيا اللجوء، فبدت جزيرة جيجو لهم ملاذا آمنا، مشيرا إلى أن 561 يمنيا وصلوا إلى الجزيرة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، بعد أن كان عدد اليمنيين الذين وصلوا طيلة العام الماضي 51 شخصا.

ويشير الكاتب إلى أن الجنيد وصل في تاريخ 29 أيار/ مايو، في آخر لحظة قبل أن تضيف كوريا الجنوبية اليمن إلى قائمة الدول التي يحتاج رعاياها للحصول على تأشيرة لدخول جزيرة جيجو، لافتا إلى أن الحكومة الكورية منعت في 30 نيسان/ أبريل، قبل وصول الجنيد بشهر، 487 طالب لجوء يمنيا من دخول الأراضي الرئيسية، في الوقت الذي تنظر فيه الحكومة في طلباتهم للجوء.

وتنقل الصحيفة عن جمال ناصري (43 عاما)، وهو مسؤول سابق في الزراعة في اليمن، وجاء هو وزوجته وبناته الخمس، اللواتي تترواح أعمارهن ما بين 8 و 18 عاما، قوله: “جيجو هي خيارنا الأفضل.. نفكر في مستقبلنا، وكيف نبقي آطفالنا في أمان، ونرسلهم إلى المدارس لحياة أفضل، لأننا بشر”.

ويلفت التقرير إلى أن معاذ الرازقي وزوجته الحامل فرا من اليمن في أيار/ مايو، ووصلا إلى جزيرة جيجو بعد ستة أيام، بعد أن اشتريا تذاكر بـ150 دولارا على “إير آسيا” من ماليزيا، ويقول الرازقي: “في اليمن، قصف وقصف وقصف وقصف كل مرة.. ولا ماء، ولا كهرباء، ولا وظيفة، ولا شيء، فكيف يمكن أن أوفر حياة جيدة لابني؟ وانتشر الكلام حول جيجو، وسمعت أنه قد تكون لي فرصة هناك”.

ويذكر هون أن منظمة الصليب الأحمر والمجموعات المحلية تقوم بمساعدة طالبي اللجوء، وتقدم المعونات الصحية والطعام والبطانيات، في الوقت الذي ينتظرون فيه القرار بشأن طلباتهم، مشيرا إلى أن الرازقي وزوجته حصلا على سكن مؤقت عندما وافقت مدرسة لغة إنجليزية أمريكية أن تشاركهما شقتها.

وتستدرك الصحيفة بأن ليس الجميع على جزيرة جيجو مرحبا بهم، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي لا يشكل فيه عدة مئات من اليمنيين إلا نسبة قليلة، في جزيرة عدد سكانها 660 ألف نسمة، فإن وجودهم خلق قلقا كبيرا، وحتى خوفا كبيرا.

ويورد التقرير نقلا عن كيم جين – يي (32 عاما)، وكان مشاركا في مظاهرة جيجو: “إن كان هؤلاء الناس آمنين، فلماذا لا تسمح لهم الحكومة بالانتقال إلى أراضي البلد الرئيسية كما يريدون؟”.

ويقول الكاتب إن “كوريا الجنوبية تفتخر بتجانس مجتمعها، ولطالما كانت كارهة لقبول طالبي اللجوء، وبسبب موقعها فإنها لم تكن قبلة مهمة للاجئين، عدا عن أولئك الفارين من كوريا الشمالية، الذين يعدون بشكل عام من البلد ذاته”.

وتستدرك الصحيفة بأن هذا بدأ بالتحول منذ 2013، عندما تبنت كوريا الجنوبية تحت الضغط من المجموعات الحقوقية قانونا جديدا، يوفر الحماية للاجئين، فيما زاد عدد طلبات اللجوء منذ ذلك الحين إلى9942 العام الماضي من 2896 عام 2014.

ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي تزايد فيه عدد طالبي اللجوء، فإن القلق بين الناس زاد، ووصل التوتر إلى مستوى عال في جيجو منذ أن حجز اليمنيون فيها، مشيرا إلى أن حوالي 50 متظاهرا، معظمهم من النساء، تظاهروا في الجو الماطر حول مجلس المدينة في جيجو، ورددوا: “مَن الأولى، شعبنا أم اللاجئين؟”.

ويبين هون أن أكثر من 90% من طالبي اللجوء اليمنيين في جيجو، هم من الرجال، ويقولون بأنهم يبحثون عن مكان آمن للعمل، لكن سكان الجزيرة يقولون إنهم خائفون من المهاجرين، لدرجة أنهم يخشون من ترك أبنائهم يلعبون في الشارع، وتقول بيون جين يونغ (40 عاما)، وهي أم لطفلين: “عندما يسيرون في جماعات تتجنبهم النساء”.

وبحسب الصحيفة، فإن مروجي الخوف الكوريين على الإنترنت يحذرون من غزو الإرهابيين والمغتصبين العرب.

وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول يانغ إيون أوك (70 عاما)، وهو الذي يقود المظاهرات في جيجو: “يعلمونهم منذ سن صغيرة أن يعاملوا النساء على أنهن عبيد للجنس، وأن يضربوهن كما يشاؤون.. يستطيعون اتخاذ عدة زوجات، وإنجاب الكثير من الأطفال، الآن هناك 500 منهم، فكم سيكون عددهم خلال 10 أو 20 عاما؟”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق