بمئات من أنصار عيدروس المحتشدين في ساحة العروض بكريتر والمنادين بمشاريع الفرقة والتمزق، ظهر الاعلام الموالي لعيدروس والمدعوم اماراتياً يروج للتظاهرة على أنها مليونية خرجت تؤيد ما يسمى ب “المجلس الانتقالي”.
لم يكن الحضور كما كان مروج له، فقد أظهرت عشرات الصور حجم الحضور الخفيف رغم الدعوات المتكررة من قبل أتباع عيدروس للمشاركة في التظاهرات، والتي لم تلاقي القبول في الشارع الجنوبي المؤيد للوحدة والرافض لمشاريع التخلف والانقسام.
يقول أحد القاطنين في مدينة “كريتر” وهو طالب متخرج من جامعة عدن، انه لاحظ الحضور الذي بدأ من ليلة أمس يتوافد الى الساحة، إلا أنه أكد أن الحضور لم يكن بالشكل الذي كانت تروج لها مواقع صحفية ووسائل اعلام تدعم الفوضى في العاصمة المؤقتة عدن.
يظهر جلياً من التظاهرة مرادها الواضح، في حين يتغنى العيدروس وأنصاره بالقضية الجنوبية، الا أن التظاهرة تكاد تكون خالية من صور اسرى وجرحى الجنوب وشعارات الثورة التي اعتادت فصائل الحراك الجنوبي أن تحشدها في تظاهراتها.
المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، وهو الحامل لقضية الجنوبيين منذ تأسيسة، بدا غاضباً ووجه بياناً فورياً عقب انتهاء التظاهرات التي لم تدم كثيرا نتيجة لقلة المتظاهرين، قال البيان أنه يرفض بشكل قاطع مجلس عيدروس ثم وجه له تهماً بموالاته ايران وفصائل الشيعة، واردف البيان ان عمل المجلس الانتقالي في عدن له صلة كبيرة بالمجلس الانتقالي في صنعاء، وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة.
كان الاختلاف واضحاً منذ البداية، عدة فصائل في الحراك الجنوبي التزمت الصمت وأخرى هاجمت المجلس الانتقالي بقوة، وتبقى فصيل عيدروس الزبيدي يقصي كافة الاطراف في الحراك الجنوبي الذي بدا على شاكلة جديدة من الخلاف العميق.
لقد كانت التغطية الاعلامية للحدث هشة للغاية، لم يتعدى الموضوع في تغطيته قناة “الغد المشرق” الممولة من الامارات، أو صحيفة عدن الغد التي كان رئيس تحريرها يتهم ثلاثة من زملائه الصحفيين قبل أيام بالإلحاد.
علاوة على ذلك فقد وقع الشتات عندما وزعت في الساحة أربعة بيانات، مختلفة دون وجود اجماع موحد على آلية التظاهرة، وهو ما يؤكد عشوائية التظاهرة التي خرجت وفقاً لمصالح ذاتية لا أكثر
لقد بدا واضحاً هدف التظاهرة الجذري الذي خرجت من أجله، وملاحظة مزيد من الصور يكشف حجم الكارثة المهولة، التظاهرة اكتفت برفع صور المحافظ المقال عيدروس الزبيدي وتجنب رفع صور أخرى، ما يعني أن الداعم والموجه هو واحد لا غير.
لم تمر هذه التجاوزات على الرئيس هادي الذي القى كلمة الليلة للشعب اليمني بمناسبة قدوم عيد الوحدة اليمنية، حيث كان الرئيس مهتماً بشكل كبير بالأحداث الأخيرة في عدن، وبين موقف السلطة الشرعية من دعوات الانقسام.
هادي قال في كلمته، أنه لن يسمح والى جواره الشعب اليمني بتمزيق البلد من أجل مصالح جماعات محددة أو فصائل معية أو قيادات معروفة تسعى لتحقيق طموحات ذاتية على حساب الشعب اليمني.
وبينما كانت قمة الرياض تعقد اليوم بحضور زعامات عربية واسلامية ودولية وبينهم الرئيس الامريكي دونالد ترامب، اكد الجميع على التعاون مع الشرعية والتحالف العربي والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن.
هكذا اذا بدأ الزبيدي تائها يحاول أن يلقط انفساه بجمع بسيط من الموالين له، عله يستعيد مكانته لدى الجنوبيين والشرعية بعد أفول نجمه عن الساحة السياسية في البلاد واكتشاف الألاعيب التي كان يحيكها ضد الشرعية والتحالف العربي.
*صوت الحرية