تجاهل المسؤولون السعوديون، لليوم الرابع، استقبال أو عقد أي لقاء مع اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن المقال، والسلفي المثير للجدل هاني بن بريك، وزير الدولة المقال والمحال للتحقيق، منذ وصولهما إلى المملكة بطلب منها على خلفية تشكيل “المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وأفاد مصدر يمني خاص لـ”عربي21″ بأن ابن بريك و اللواء الزبيدي لم يحظيا، منذ أربعة أيام على مغادرتهما عدن (جنوبا) ووصولهما للسعودية، بأي لقاء مع أي مسؤول فيها، في تجاهل واضح يحمل رسائل عدة، منها “انزعاج الرياض وعدم رضاها عن تشكيل المجلس الجنوبي، الذي أعلن عنه اللواء الزبيدي في 11 من الشهر الجاري”.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الرجلين اللذين يوصفان بـ”حليفي الإمارات” ينتظران الاجتماع مع المسؤولين السعوديين، منذ استدعائهما في اليوم التالي من الإعلان عن “مجلس الحكم الانتقالي”، الذي اعتبره كثيرون “انقلابا ثانيا” على الشرعية التي تدخلت الرياض لدعمها ضد المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح.
وأشار المصدر إلى أن الاستدعاء من قبل السعودية جاء لاحتواء أزمة “الكيان الجنوبي”؛ ولذلك تسعى إلى إعادة الأوضاع إلى مسارها؛ من خلال فرملة “الاندفاعة غير المسؤولة من قبل الحراك الجنوبي الموالي للزبيدي.
فيما رجح المصدر أن يتم “تعطيل المجلس”، وهي إحدى الرؤى المطروحة، والتي تؤيدها الرياض؛ كون هذا الإجراء لا يخدم سوى جماعة الحوثي وعلي صالح وإيران الداعمة لهما.
ولفت المصدر المسؤول إلى أن الموقف السعودي يشير إلى خطورة هذه الخطوة التي أقدم عليها الزبيدي وابن بريك، لما من شأنه القضاء على مشروعية تدخلهما العسكري في اليمن. مؤكدا أن التحرك من قبل الرياض سيكون محكوما بمنطلقات استراتيجية تعبر عن أهداف “التحالف العربي” الذي تقوده لإنهاء “الانقلاب الحوثي المدعوم من طهران”، وعدم السماح لأحد بتقويض أو حرف مسار المعركة بـ”طعنة من الظهر”.
ولاقى تشكيل المجلس السياسي الجنوبي رفضا محليا وخليجيا؛ ففي الوقت الذي أكدت الرئاسة اليمنية رفضها القاطع لهذه الخطوة التي تقود نحو تقسيم البلاد، عبّر مجلس التعاون الخليجي، في بيان له، عن رفضه الصريح تشكيل محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ما يسمى “مجلس الحكم الانتقالي”.
من جانبه، لمّح وزير الدولة المقال، بن بريك، إلى أن هناك مساعي لاحتواء أزمة “مجلس الحكم الجنوبي” من قبل السعودية، التي وصل إليها رفقة محافظ عدن المقال يوم الجمعة الماضية.
وقال ابن بريك في تغريدة بموقع “تويتر”: “بإمكانهم احتواء من كان مع عفاش (كنية يدعى بها المخلوع علي صالح) حتى غزو عدن والجنوب، وما زال في خدمته، واحتواء من مع الحوثي. أما رجال الميدان، فقد سببوا لهم عقدة النقص، فهيهات”.
وكان اللواء الزبيدي الذي أقاله الرئيس هادي في 27 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن في بيان تلاه يوم 11 من أيار/ مايو الجاري، عن تشكيل مجلس انتقالي لإدارة وتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا برئاسته وعضوية بن بريك وأكثر من عشرين شخصية جنوبية، بينهم وزراء ومحافظون.