أعلنت مصادر مقربة من ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي أن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي يتجه نحو إعلان حالة الطوارئ في جميع محافظات الجنوب في حال تعطل تنفيذ القرارات التي أصدرها مؤخرًا، والتي تجاوزت صلاحيات رئيس الجمهورية وشملت تعيينات واسعة النطاق في مناصب حكومية محلية ووزارية.
ووصفت المصادر أداءً حكومة رئيس الوزراء سالم بن بريك والبنك المركزي اليمني برئاسة أحمد غالب المعبقي بـ”الفاشل”، رغم التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة اليمنية خلال الفترة الأخيرة، والتقدم المحرز في مكافحة المضاربة بالعملة وتنظيم سوق الصرافة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.
ونقلت صحيفة “الأمناء” عن مصادر مطلعة تأكيدها على أن الزبيدي لن يتراجع عن قراراته، معتبرة أنها تمثل “ممارسة للحق السيادي الجنوبي”.
وأضافت المصادر أن استمرار العرقلة سيؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ وتجميد عمل الحكومة الحالية، واستبدالها بحكومة تصريف أعمال جنوبية يرأسها فريق تكنوقراطي من شخصيات ذات كفاءة وطنية، مع إخراج جميع القيادات الشمالية من مناطق الجنوب.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين فقط من عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي إلى العاصمة المؤقتة عدن، برفقة عضوي المجلس سلطان العرادة والدكتور عبدالله العليمي.
الزبيدي يصدر 11 قرار تعيين دون صلاحيات قانونية
وفي خطوة غير مسبوقة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، أصدر الزبيدي 11 قرارًا تعيينًا شملت مناصب نائبي وزير ووكلاء محافظات ومديري هيئات، دون أن تكون له صلاحيات دستورية لذلك.
وشملت القرارات تعيينات في محافظات شبوة، المهرة، لحج، أبين، الضالع، وسقطرى، بالإضافة إلى تعيينات في هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة.
ومن بين القرارات الصادرة تعيين المهندس محمد ناصر عبادي رئيسًا للهيئة العامة للأراضي والمساحة، وصلاح عبد الله العاقل نائبًا لوزير الإعلام، وخالد بن خالد صالح وكيلًا لقطاع الصناعة، بالإضافة إلى تعيينات متعددة لوكلاء محافظات في قطاعات التربية والتعليم والأمن والدفاع.
المجلس الانتقالي يهدد بالتصعيد ويؤكد رفضه للإقصاء
وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً بيانًا عبّر فيه عن استيائه من “التجاهل المستمر لحقوق شعب الجنوب”، محذرًا من أن الممارسات التي تستهدف الشراكة السياسية المتفق عليها تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار.
وأكد البيان رفض المجلس لأي محاولات للانتقاص من الحقوق الجنوبية، بما في ذلك تعطيل قرارات تمكين الكوادر الجنوبية، وعدم تنفيذ اتفاق الرياض لعام 2019، والتزامات مشاورات الرياض 2022.
وشدد المجلس على أن “الأرض أرض شعب الجنوب، والقرار قراره”، وأن أياوليات لتجويع الشعب أو كسر إرادته لن تنجح. وأكد عزمه على مواصلة حماية حقوق الجنوب وصيانة منجزاته، مشيدًا بالدور التحالفي العربي والدول الراعية لعملية السلام في دعم “الصوت الجنوبي”.
يذكر أن الزبيدي يتولى منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالإضافة إلى رئاسة اللجنة العليا للموارد السيادية، مما يمنحه نفوذًا كبيرًا في المؤسسات الحكومية في العاصمة عدن.
