لايزال الغموض يلف وفاة محافظ سقطرى أحمد عبدالله السقطري والذي توفي بشكل مفاجئ يوم الجمعة السادس عشر من مارس/آذار الجاري ودفن بنفس اليوم.
مصدر محلي في محافظة أرخبيل سقطرى كشف لـ”الموقع بوست” تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة المحافظ، والطريقة التي جرى بها دفنه، خلافا لما اعتاده المواطنين في الجزيرة.
وكشف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن إسمه وهويته – بسبب مخاوف أمنية – بأن المحافظ توفي الساعة الـ11 ظهرا خارج منزله أثناء ذهابه إلى صلاة الجمعة بشكل مفاجئ في مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى.
ويوضح بأن جثته ظلت عشر ساعات فقط حتى جرى دفنها بشكل سريع، وهو ما لم يحدث من قبل لدى سكان الجزيرة، ويخالف ما اعتاده المواطنين في جزيرة سقطرى، حيث تستغرق عملية الدفن 24 ساعة، بما في ذلك الإعلان عن الوفاة في المساجد، وحفر قبر للمتوفي، وانتظار تجمع الناس للصلاة على الميت، وهي طقوس معروفة في الجزيرة، وفقا للمصدر.
وقال المصدر الذي يمكن وصفه بأنه قريب من شخصيات محلية مسؤولة في سقطرى بأن أهل وذوي المحافظ لم يسمح لهم بوداعه ورؤيته وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وظلت حراسة عسكرية تحيط بالمستشفى الذي نقلت إليه الجثة، حتى تم الانتهاء من تجهيز القبر ودفن على الفور في مقبرة قريبة من مكان وفاته في العاصمة حديبو.
ويشير المصدر إلى أن المحافظ توفي بعد ستة أيام من عودته من زيارة سرية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تشرف على الجزيرة استغرقت يومين، ولم يعرف بعد طبيعتها وأسبابها.
ويرجح المصدر أن يكون المحافظ قد تعرض للاغتيال المباشر سواء عبر السم أو السلاح، إذ لم يعرف من قبل تعرضه لأي مرض، مؤكدا بأن ما ذكر عن تعرضه لذبحة صدرية بعيد كل البعد عن التفسير الحقيقي لوفاته، خاصة مع منع الجانب الإماراتي للكشف على جثته بأي شكل من الأشكال، ومنع أسرته أيضا من توديعه، ودفنه بشكل مستعجل.
وعرف عن المحافظ أنه الرجل الأول للامارات في سقطرى دون منازع لكن مواطنين في الجزيرة يتداولون أحاديث تشير إلى أن الجانب الإماراتي طلب من المحافظ بعض المطالب لتحقيقها ومساعدتهم في ذلك، لكنه رفض وهدد بأنه سيتحدث للناس بشكل علني عن تلك المطالب، وتوفي بعد ستة أيام من ذلك الحديث.
وتشرف الإمارات على أرخبيل سقطرى بشكل كامل، بعيدا عن سلطة الحكومة الشرعية، وأعلن ناشطون من سقطرى في السابق استيائهم من الممارسات التي تنتهجها الإمارات في الجزيرة.
وتشير معلومات حصل عليها “الموقع بوست” إلى أن الإمارات تسعى لتجنيس أبناء سقطرى، واستثنت من ذلك كل من ينتمي لحزب التجمع اليمني للاصلاح أو يرتبط بأي علاقة بالحزب.