كارثة بيئية في سقطرى.. اكتشاف أكثر من 80 دلفينًا ميتًا على شاطئ أرخبيل سقطرى

عدنان أحمد27 يوليو 2025
كارثة بيئية في سقطرى.. اكتشاف أكثر من 80 دلفينًا ميتًا على شاطئ أرخبيل سقطرى

استيقظ سكان أرخبيل سقطرى، يوم الجمعة، على مشهد مأساوي وغير مسبوق حيث اكتُشف أكثر من 80 دلفينًا ميتًا على شاطئ منطقة “نيت” في مديرية قلنسية. هذه الحادثة تعتبر الأكبر من نوعها في تاريخ الجزيرة، وأثارت ذهولًا واسعًا بين الأهالي والباحثين في علوم البيئة البحرية.

وتأتي هذه الكارثة البيئية لتذكِّرنا بحادثة مماثلة حدثت في عام 2017، حين نفق نحو 20 دلفينًا، دون أن تُقدم أي جهة تفسيرًا علميًا واضحًا، غير أن الحادثة الحالية اتخذت طابعًا أكثر مأساوية، يكشف عن اختلالات خطيرة في البيئة البحرية لجزيرة سقطرى.

كشفت دراسة باحثة حديثة عن جملة من العوامل المحتملة وراء هذه الظاهرة، من بينها التلوث الكيميائي، والتغيرات المناخية المفاجئة، واضطرابات التيارات البحرية، وانخفاض معدلات الأوكسجين في المياه، وكلها تؤثر بشكل مباشر على المناعة والتوازن الحيوي للكائنات البحرية.

وحذر الدكتور يحيى فلوس، أستاذ علوم البحار بجامعة الحديدة، من تكرار هذه الحوادث، قائلًا “تزايد نسب التلوث وارتفاع درجات الحرارة يضعف قدرة الدلافين على التوجيه ويجعلها أكثر عرضة للجنوح الجماعي.” وأضاف أن هذه الحوادث تُنذر بـ”كارثة بيئية كبرى” تهدد التنوع البيولوجي في الجزيرة والمخزون السمكي.

وقال أحمد علي عثمان، المدير العام للهيئة العامة للمصائد السمكية في سقطرى، إن التيارات القوية خلال الفترة بين يونيو وسبتمبر تسهم في خفض أوكسجين المياه السطحية، ما يعيق عودة الدلافين إلى الأعماق، ويدفعها إلى الشاطئ حيث تنفق جماعيًا.

وأشار الباحث جميل السقطري إلى أن الأنشطة البشرية غير المنظمة، كالسياحة، وحركة القوارب، واستخدام معدات الصيد غير المناسبة، تسهم مباشرة في إرباك أنظمة التوجيه الطبيعية للدلافين.

وقالت دراسة صادر عن مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية إن الطبوغرافيا المعقدة للخلجان والمداخل البحرية تُعد “فخاخًا طبيعية” للدلافين، خصوصًا في ظل تغيرات التيارات وغياب برامج الرصد البيئي الفعالة.

وعلى صعيد متصل، أفاد الخبراء والناشطين البيئيين أن من الضروري إطلاق برامج رصد بيئي عاجلة، وتشديد الرقابة على الأنشطة البحرية، واتخاذ إجراءات فورية لحماية البيئة البحرية في سقطرى، قبل أن تتحول الظاهرة إلى كارثة لا رجعة فيها تهدد الأمن الغذائي لسكان الجزيرة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق