فقدت الساحة القانونية الدولية اليوم الثلاثاء، المحامي الفرنسي البارز جيل دوفير، في العاصمة باريس، بعد مسيرة حافلة بالدفاع عن حقوق الإنسان، لاسيما القضية الفلسطينية.
قاد دوفير فريقًا قانونيًا ضخمًا من منظمات حقوقية ونحو 500 محامٍ، إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي في نوفمبر الماضي، للدفع باتجاه إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين.
ويُعرف دوفير بأنه “مهندس” مذكرات الاعتقال التي صدرت بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقد كرّس دوفير، الحاصل على دكتوراه في القانون، ثلاثين عامًا من حياته للدفاع عن حقوق الأقليات، وقدم شكاوى ضد إسرائيل تتعلق بجرائم حرب مزعومة في غزة، وهو ما ساهم في انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي.
وعمل دوفير على ملف مذكرات الاعتقال منذ عام 2009، وكثف جهوده بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، وكان آخر ما اشتغل عليه قضية حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، رغم معاناته من المرض.
ووصف الخبير في القانون الدولي عبد المجيد مراري، الراحل دوفير بأنه “المحامي الإنسان وصاحب المبادئ”، معتبراً رحيله خسارة فادحة للقضية الفلسطينية.
ووفقاً لتصريح أدلى به دوفير لابنه يوم صدور مذكرات الاعتقال، قال: “الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح”. وأكد زملاؤه أنهم سيواصلون المسيرة القانونية لتحقيق إرادة دوفير ووصيته.