من هو وما قصته؟.. اعتقال هشام حرب في الضفة الغربية بعد 43 عامًا على هجوم باريس الدموي

عدنان أحمد20 سبتمبر 2025
من هو وما قصته؟.. اعتقال هشام حرب في الضفة الغربية بعد 43 عامًا على هجوم باريس الدموي

ألقت السلطات الفلسطينية القبض على الرجل الذي طالما حيرت قضيته الأوساط الأمنية الدولية لأكثر من أربعة عقود. جاءت هذه الخطوة ضمن عملية تعاون أمني غير مسبوقة بين فرنسا والسلطة الفلسطينية.

يعود تاريخ القضية إلى 9 أغسطس 1982، عندما هز انفجار عنيف مطعم “جو جولدنبرج” في الحي اليهودي بباريس.

تلا ذلك إطلاق نار عشوائي أودى بحياة ستة أشخاص، بينما أصيب 22 آخرون بجروح، ليصبح هذا الحادث الهجوم الأكثر دموية ضد الجالية اليهودية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان هشام حرب (المعروف باسمه الحقيقي محمود خضر عبد العدرا) قد انضم في مطلع حياته إلى فصيل “فتح – المجلس الثوري”، وهو تنظيم منشق عن منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل صباح الخليل (أبو نضال).
اشتهر هذا الفصيل بتبنيه لخط متشدد ورفضه لأي تسوية سياسية مع إسرائيل.

ووفقًا للتحقيقات الفرنسية، لعب حرب دورًا محوريًا في التخطيط للهجوم الباريسي، حيث أشرف على تشكيل الخلية المنفذة وتنسيق عملياتها.

وعلى الرغم من صدور مذكرة توقيف دولية بحقه قبل عقد من الزمن، إلا أن الظروف السياسية والأمنية المعقدة في المنطقة حالت دون إلقاء القبض عليه.

عاش حرب حياة متنقلة بعد الهجوم، ووفقًا لمراقبين فإنه استقر في غزة بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، قبل أن ينتقل إلى رام الله حيث عاش حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء.

جاء الاعتقال الذي تم في 19 سبتمبر 2025 بعد تجديد فرنسا لطلب تسليم حرب، حيث يقبع الآن في مستشفى تحت حراسة أمنية مشددة بسبب اعتلال صحته.
ومن المتوقع أن تتم محاكمته أمام محكمة الجنايات الفرنسية قريبًا.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ارتياحه لهذا التطور، مشيدًا بالتعاون مع الجانب الفلسطيني.

كما أشار إلى نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة يوم الاثنين المقبل، في خطوة يُعتقد أنها مرتبطة بهذا التطور الأمني.

وتأتي هذه التطورات بعد أشهر فقط من إحالة ستة مشتبه بهم آخرين في القضية ذاتها إلى المحاكمة في فرنسا، في إطار جهود باريس لإغلاق الملف نهائيًا.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق