استعرضت دراسة تحليلية بعنوان “قلعة الوطن المتصدعة” واقع المؤسسة العسكرية اليمنية منذ عام 1962م حتى اليوم، وما واجهته من أزمات وتحديات جراء التجاذبات السياسية والحزبية والمناطقية والمذهبية.
وتناولت الدراسة التي أصدرها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية وضع المؤسسة العسكرية في اليمن قبل الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه خلال الفترة من 1962م حتى 1989م.
ناقشت الدراسة التي أعدها الباحث أنور الخضري أيضًا أوضاع المؤسسة العسكرية في اليمن بعد الوحدة في الفترة من 1990م إلى 1997م، والتأثيرات التي خلّفتها حرب 1994م على الجيش.
كما تطرقت للفترة الممتدة من 1997م حتى 2011م، حيث برزت تحديات جديدة تمثلت في ظهور جماعات عنف مثل “تنظيم القاعدة” و”جماعة الحوثي”، وخوض الجيش مواجهات عديدة في محافظتي صعدة وأبين، ما أثر على قدراته البشرية والمادية.
غطت الدراسة وضع الجيش اليمني خلال الفترة من 2011م إلى 2014م، مشيرة إلى انقسام المؤسسة العسكرية أثناء ثورة 11 فبراير 2011م، حيث انحازت عدة معسكرات إلى جانب الثورة الشعبية، ما أدى إلى إعادة هيكلة الجيش في إطار “المبادرة الخليجية”.
وناقشت الورقة تطورات المؤسسة العسكرية من عام 2014م حتى 2024م، مركزة على تأثير انقلاب جماعة الحوثي على الدولة، وما نتج عنه من انقسامات في صفوف الجيش.
كما سلطت الدراسة الضوء على الانقسامات المتكررة في الجيش اليمني منذ عام 1990م وحتى الآن، وتراجع تصنيفه بين جيوش العالم.
وقدمت الدراسة رؤية موجزة لمستقبل الجيش اليمني في ظل التحديات الحالية، مشيرة إلى أهمية إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس وطنية، وتجنب التأثيرات الطائفية والحزبية.
وأكدت الدراسة على ضرورة تحسين انتظام الجنود وتدريبهم، وتحديث التسليح، والالتزام بدفع الرواتب وتوفير الرعاية للجرحى وأسر الشهداء.
وأوصت أيضًا بأهمية إعادة تموضع الجيش لتعزيز سيادة الدولة، ودمج جميع القوات تحت مظلة وزارة الدفاع، بما يضمن وحدة وولاء المؤسسة العسكرية للوطن.