أعلن وزير المناجم والطاقة البرازيلي بينتو ألبوكريك، أمس الخميس، أن أزمة الجفاف الحالية في بلاده جزء من موجة جفاف حاد في أجزاء كثيرة من العالم، من بينها الساحل الغربي للولايات المتحدة، ومرتبطة بالتغير العالمي للمناخ.
وبحسب وزارة المناجم والطاقة، فإن تدفقات المياه إلى السدود الهيدروكهربائية عند أدنى مستوى لها في 91 عامًا؛ بينما تعاني أجزاء كبيرة من البرازيل جفافًا شديدًا يلحق أيضًا ضررًا بالزراعة، ويثير خطر حرائق في الغابات.
وقال ألبوكريك، في لقاء مع الصحافيين عبر الانترنت: أزمة المياه “لا تحدث هنا فقط”، إنها تحدث أيضًا في غرب وشمال غرب الولايات المتحدة.
وأضاف: كاليفورنيا، على سبيل المثال، تعيش “واحدة من أسوأ موجات الجفاف على الإطلاق”، وكذلك مناطق أخرى في الولايات المتحدة وآسيا.
ولفت إلى أن الحكومة تعقد اجتماعات مع قطاعات عريضة في الاقتصاد، لمناقشة كيفية خفض استخدام المياه طواعية.
أمام هذا الواقع، طرح عدد من العلماء سؤالًا حول إمكانية إنقاذ كوكب الأرض من تغيّرات المناخ.
وأتى الجواب عبر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، التي أصدرت تقريرًا أشارت فيه إلى إمكانية إنقاذ نحو 23 ألف شخص سنويًا، عبر أنظمة الإنذار المبكر والخاصة بالتنبؤات الجوية، إضافة لتوفير عائدات مالية سنوية لا تقل عن 162 مليار دولار.
وأوضحت الدراسة أن خدمة قياس المياه وجودة الهواء هي وسيلة للتكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من أضراره.
لكن المنظمة نبّهت من أن هذه الخدمات لا تتوفر إلا في 40% من دول العالم؛ حيث تفتقر باقي الدول إلى أبسط المعدات للتعامل مع الظواهر المناخية.
وتنتشر حول العالم الأمثلة عن تأثر المناخ بارتفاع درجات الحرارة. ففي أهوار العراق، والتي تصنفها منظمة اليونيسكو تراثًا عالميًا، يداهم الجفاف المنطقة، ما أجبر الأهالي على بيع أراضيهم في سوق العقارات.
وفي مقدونيا، حيث توجد أقدم بحيرة في أوروبا، يهدد التوسع الحضري تنوعها البيولوجي. كما تستعد اليونيسكو لتصنيف الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا في خانة الخطر، بعد تراجع مساحته وزوال جزء كبير من شعابه.
أما في شمالي الكرة الأرضية، فأكد مجموعة من الباحثين أن حصول موجة الحر التي ضربت أميركا وكندا، كان شبه مستحيل، لولا ظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن الأنشطة البشرية.
ما يشهده العالم من كوارث طبيعية يومية، لا يدع مجالًا للشك بأن البشرية لا تزال بعيدة عن السكة الصحيحة للحد من انبعاثات الكربون وارتفاع درجات حرارة الأرض، بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ.