تواصلاً للزخم العسكري الكبير الذي تشهده عدد جبهات الصراع في اليمن، حققت القوات الحكومية اليمنية ورجال القبائل انتصارات هامة على جبهات مارب وتعز وحجة، في محاولة لقلب كفة الصراع والتي كادت تميل لجماعة الإنقلاب الحوثية قبل أسابيع.
وحافظت الجبهات الثلاثة على وتيرتها من الزخم العسكري، حيث تسعى الحكومة اليمنية لمواصلة عملية الضغط الكبير على قوات الحوثي وتشتيت وحداتها القتالية بين ثلاثة جبهات (غربية وشرقية وشمالية)، فيما لا تزال الجبهة الجنوبية، وتحديداً في مريش بمحافظة الضالع قابلة للاشتعال في أية لحظة.
ويقول خبراء عسكريون إن التكتيك الجديد الذي اتخذته قوات الجيش الوطني لو استمر شهرين أو 3 على نفس النسق والوتيرة والزخم الحالي فإن ذلك من شأنه أن يحدث انقلاباً كبيراً في ميزان المعركة لصالح الجيش الوطني والحكومة اليمنية، هذا بالإضافة إلى أنه سيشجع جبهات أخرى لا تزال خاملة على العودة إلى مسرح العمليات الحربية ضد الحوثيين، وأهمها جبهة الساحل الغربي (الحديدة).
مستجدات المعركة في مارب
بعد أيام من الهدوء الحذر شنت قوات الجيش الوطني في جبهة الكسارة غرب مارب هجوماً واسعاً على مواقع الحوثيين وتمكنت – بحسب المركز الإعلامي للجيش الوطني – من تحرير أجزاء واسعة كانت مليشيات الحوثيين قد سيطرت عليها سابقاً.
وأعلنت قوات الجيش الوطني، الأربعاء، مصرع 60 حوثيا خلال المعارك العنيفة غربي مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله، إن “مجاميع من مليشيا الحوثي شنّت هجوماً يائساً على مواقع عسكرية في جبهة هيلان، إلا أن الأبطال كسروا الهجوم بكل كفاءة واقتدار”.
وأضاف، أن مدفعية الجيش الوطني شنّت قصفاً مركّزاً استهدف مواقع وتحصينات المليشيا في هيلان، وكبّدت العدو خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأشار المصدر إلى أن طيران تحالف دعم الشرعية دمر بعدّة غارات تعزيزات حوثية غرب هيلان، وألحق بالمليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وظهر وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي في الخطوط الأمامية بجبهة الكسارة أثناء زيارة تفقدية لأبطال الجيش الوطني ورجال القبائل.
وقال وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي أنه لا خوف على مارب فرجالها الأوفياء سيدافعون عنها وهدفنا هو تحرير صنعاء وتحرير اليمن من المد الفارسي والعبيد الإماميين.
من جهة أخرى نشرت قناة الميادين وموقع العالم (جناح إيران الإعلامي) مقاطع فيديو ادعت أنها لسيطرة قواتها على سد مارب، ليقوم ضابط في الجيش العراقي بنشر تلك المقاطع وتوضيح مكان تصوير الفيديو والذي يبعد عشرات الكيلومترات عن سد مارب، مؤكداً أن إيران تحاول خلق انتصار وهمي للحوثيين في مارب.
تعز: النصر قاب قوسين
شهدت جبهات القتال في تعز أشد الاشتباكات ضراوة مع اقتراب طلائع الجيش الوطني من مصنع ومدينة البرح الاستراتيجية بمديرية مقبنة (غرب المحافظة)، ما مكنها على السيطرة النارية على خط البرح.
وتطورت العمليات الحربية للجيش الوطني وتوسعت دائرتها باتجاه مناطق جديدة شرق وجنوب شرق المدينة، بعد أن كانت المعارك متركزة خلال الأيام الماضية في غرب وجنوب غرب تعز.
وتمكنت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية من تحرير “تلال الخزان والدبعي وجاشع والخضر والقواعدة وجاشع والقببه والمشجح وعقبة المشقب” في مديرية حيفان جنوبي شرق المحافظة.
وفي جبهة الشقب (جنوب شرق)، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش تمكنت من تحرير عدد من المواقع أبرزها تبة الصالحين.
وأشار المصدر إلى أن المعارك لا تزال مستمرة في حيفان والشقب.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش شن قواته الجيش هجومًا واسعًا على مواقع تمركز مليشيات الحوثي في الريف الشرقي والجنوبي للمحافظة.
حجة: معارك ضارية ومدفعية لا تهدأ
وعلى الجبهة الشمالية الغربية التي تتمركز فيها المنطقة العسكرية الخامسة، وتحديداً محافظة حجة، تواصل القتال الضاري والعنيف بين قوات “الخامسة” وبين مليشيات الحوثيين.
وشنت المليشيات هجمات عديدة في محاولة يائسة لاستعادة المناطق والقر ى التي حررها الجيش في مديرية عبس، إلا أن الجيش كسر كل تلك الزحوفات واغتنم أسلحة ومدرعات ثقيلة، بالإضافة إلى وقوع العشرات من مقاتلي الجماعة في الأسر.
وبحسب المركز الإعلامي للجيش فقد لقي 28 حوثياً مصرعهم في تلك الهجمات الإنتحارية.
ونشر ناشطون صوراً لعدد من الأطفال الذين جيشهم الحوثي ووقعوا في قبضة الجيش في عبس.
وشنت قوات الجيش الوطني هجومًا على مواقع تمركز المليشيا الحوثية، في مديرية عبس، أسفر عن مصرع 28 حوثيًا، وجرح عشرات آخرين.
وفي السياق، شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، عدة غارات جوية استهدفت بها تعزيزات للمليشيا في منطقة “البداح”، شمال مديرية عبس، مما أدى إلى تدميرها.
وأفادت مصادر عسكرية، بمقتل ثلاثة قياديين في مليشيا الحوثي الإرهابية، في عبس.
وأوضحت أن المسؤول الثقافي للحوثيين في عبس المدعو “أبو رضوان المؤيد” قُتل بنيران قوات الجيش إضافة إلى القياديين “محمد عيشان” والشيخ “ضيف الله دهشوش”.